الخميس، 7 أغسطس 2008

الاخوان : سعد الدين ابراهيم لا يشوه سمعة مصر

الإخوان: سعد الدين إبراهيم لا يشوه سمعة مصر
عبد المنعم محمود
القاهرة – قالت جماعة الإخوان المسلمين إن الناشط الحقوقي الليبرالي الدكتور سعد الدين إبراهيم "لا يشوه سمعة مصر" بأحاديثه عن الإصلاح السياسي، وأدانت بشدة الحكم عليه بالسجن عامين من قبل محكمة مصرية الأسبوع الماضي.واستنكر عصام العريان -مسئول القسم السياسي بالجماعة- الحكم الصادر غيابيا على د. إبراهيم أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية.
وقال العريان في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت": إن "جماعة الإخوان ترفض محاسبة الناس على آرائهم.. هذا الحكم محاولة لإقحام القضاء في خصومة النظام مع معارضيه، حيث أصبح الحزب الوطني (الحاكم) يستخدم الحسبة السياسية"، مشيرا إلى أن القضية مرفوعة "من أناس غير ذي صفة".
"شخصنة مصر"
ورأى العريان أن تهمة تشويه سمعة مصر "ليست لها معايير قضائية يمكن المحاسبة عليها"، مضيفا أن "أعضاء الحزب الوطني يشخصنون مصر وسمعتها في شخص رئيس الدولة، أو عضوية الحزب الوطني، وهو نفس الأسلوب الذي يحاكم على أساسه إبراهيم عيسي رئيس تحرير جريدة الدستور(المصرية الخاصة)".
وينتظر عيسى نتيجة الطعن في الحكم القضائي الصادر ضده بالسجن سنة وغرامة بتهمة نشر "بيانات كاذبة" عن صحة الرئيس حسني مبارك.
واعتبر القيادي الإخواني د. العريان أن "الخاسر الحقيقي من قضية سعد الدين إبراهيم هي سمعة مصر التي شوهها أعضاء الحزب الحاكم بترصدهم لكل أصحاب الرأي في مصر، مستخدمين القضاء في غير محله".
وكان محاميان مصريان قد رفعا دعوى قضائية ضد د. إبراهيم اعترضا فيها على تصريحات له عن مصر في مؤتمر بالعاصمة القطرية الدوحة.
وجاء في لائحة الاتهام أنه اقترح علانية في المؤتمر أن تربط إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش معونتها لمصر بالإصلاح السياسي، والتقدم في ممارسات حقوق الإنسان.
وهذه الدعوى واحدة من عدة دعاوى تم رفعها ضد د. إبراهيم من ساسة وغيرهم، بعضهم مقرب من السلطة، وتقول بعض جماعات حقوق الإنسان إن هذه القضايا طريقة تروع بها الحكومة د. إبراهيم دون الزج باسمها في هذه القضايا.
وعقب صدور الحكم، تعهد د. إبراهيم بالعودة إلى مصر في حال صدور حكم نهائي بسجنه، معربا عن خيبة أمله إزاء الحكم.
"إخوان ويب"
الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين باللغة الإنجليزية "إخوان ويب" أعرب في بيان له عن تضامنه مع د. إبراهيم ضد الحكم.
وجاء في البيان أن "محاكمة سعد الدين لها دوافع سياسية، وهي محاولة من النظام المصري لكتم الأصوات المعارضة"، داعيا جميع منظمات المجتمع المدني إلى إبداء دعمها للدكتور.
وبتهم مماثلة قضى د. إبراهيم شهورا بالسجن عام 2002، ومنذ أكثر من عام يعيش في الخارج؛ خشية اعتقاله إذا عاد لمصر.
وحين كان سجينا شنت الولايات المتحدة حملة قوية لإطلاق سراحه، وتسبب الأمر في توتر العلاقات بين العاصمتين.
وتقول زوجته إنه الآن في تركيا لحضور اجتماع لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى بشأن الديمقراطية في الشرق الأوسط.
إبراهيم: لست متفائلا
من جانبه، أكد سعد الدين إبراهيم في محادثة هاتفية لـ"إسلام أون لاين.نت" أن شخصيات إسلامية أعلنت تضامنها معه ضد الحكم الذي وصفه بـ"الجائر".
و قال: "إن عصام العريان أبدى تضامنه معه في مكالمة هاتفية عقب صدور الحكم"، كما اتصل به منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية معلنا نفس الموقف.
ويقيم إبراهيم حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، ويتنقل منها لحضور مؤتمرات دولية كان آخرها الأسبوع الماضي في تركيا حيث حضر مؤتمرًا عن أمن الشرق الأوسط شارك فيه عدد من السفراء المصريين المتقاعدين وأعضاء مجلس العلاقات الخارجية المصرية.
وقال إبراهيم: "إن المشاركين المصريين كتبوا بيانًا ينادون فيه السلطات المصرية أن ترفع يدها عنه؛ نظرا لوضعه المتميز في الخارج، وباعتباره شخصية ترفض العنف".
وأوضح إبراهيم أن السفير محمد شاكر رئيس مجلس العلاقات الخارجية وعده بأنه سيأخذ موافقة المجلس على هذا البيان، على أن ينشره فور عودته لمصر.
وأضاف الناشط الليبرالي أنه سبق أن تلقى وعدا من السفير رءوف سعد مساعد وزير الخارجية المصري ببيان مشابه في شهر مايو الماضي عندما حضرا معا مؤتمرا دوليا في دبي.
وأوضح إبراهيم أن مساعد وزير الخارجية أبلغه أن "السلطات المصرية تؤكد أنه غير مدان في أي قضية، ويستطيع أن يعود في أي لحظة لمصر".
واستدرك قائلا: "اتضح لي أنه نظام غادر يريد أن يغدر بي ليتحفظ علي وفقا لقانون الطوارئ على ذمة أي من القضايا المرفوعة ضدي".
وأعرب إبراهيم في حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" عن عدم تفاؤله حيال مستقبل الأوضاع في مصر، قائلا: "النظام المصري نظام جائر فقد عقله ورشده وحياءه .. نظام لا يعبأ إلا بالاستمرار في السلطة مستأثرا ومحتكرا إياها حتى يتم توريثها".
وتوقع سعد الدين إبراهيم أن "تُقبل مصر على حالة من الغليان تتمثل في تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياسة النظام".

ليست هناك تعليقات: