الثلاثاء، 12 أغسطس 2008

إعدام سعد الدين إبراهيم


جريدة - اليوم السابع

الأثنين، 11 أغسطس 2008 - 00:14

الحقيقة أن الحكم الذى صدر بسجن الدكتور سعد الدين إبراهيم عامين، ودفعه غرامة 10 آلاف جنيه، يمكن القول بضمير مطمئن أنه حكم سياسى وليس قضائى، والأمر هنا قد لا يتعلق بالقاضى الذى أصدر الحكم، ولكن بالقانون الذى استند إليه وهو المادة 80 من قانون العقوبات، فالقاضى فى النهاية يطبق قانون أقرته المؤسسة التشريعية، التى يسيطر عليها الحزب الحاكم. فالمادة التى حوكم بها الرجل تنص على أن "يعاقب كل مصرى يذيع عمدا بالخارج، أخبارا أو بيانات أو شائعات كاذبة أو مغرضة حول الأوضاع الداخلية فى البلاد، إذا كان من شأن ذلك إضعاف الثقة بمصالح الدولة وهيبتها أو أى نشاط يترتب عليه الإضرار بمصالح الدولة". والمشكلة كما هو واضح أن التعبيرات المستخدمة فى هذه المادة المعيبة مطاطة، وقابلة لكل التفسيرات، فليس هناك تحديد واضح ومحدد لجملة "إضعاف الثقة"، ولا تحديد واضح لمعنى محدد لجملة "مصالح الدولة".ناهيك عن أن المحكمة التى حكمت بسجن دكتور سعد استندت فى حيثياتها إلى تقرير لوزارة الخارجية، فالتقرير كما قالت المحكمة أكد أن المتهم أضعف "هيبة الدولة وأضر بالمصالح القومية" للبلاد. فى حين أن التقرير الذى نشرت نصه جريدة المصرى اليوم، يؤكد بشكل حاسم "أنه من الصعب توصيف أو تحديد الحجم الحقيقى لتأثير مقالات الدكتور سعد الدين إبراهيم، التى نشرها فى الخارج على الدولة المصرية. ثم أن الحكم يتضمن خلطا غير مقبول بين الحكومة، أو السلطة الحاكمة والدولة، فالدكتور سعد ينتقد سلطة حاكمة مستبدة. أما الدولة فهى كل المؤسسات فى البلد، مؤسسات تشريعية وتنفيذية وأحزاب ونقابات وغيرها وغيرها، أى الأرض والمواطنين والتنظيمات. ثم من قال إن انتقاد الدولة حتى بهذا المعنى جريمة؟ ثم أن قضية دكتور سعد مؤشر خطير على استخدام الحزب الحاكم لسلاح الحسبة السياسية، لتصفية خصومه عبر القضاء، فى آراء موضوعها النقاش العام وليس ساحات المحاكم، وهو ما فعلوه فى القضايا المرفوعة على الزملاء، عادل حمودة وإبراهيم عيسى وعبد الحليم قنديل ووائل الإبراشى. ثم إذا كان دكتور سعد قد طالب بربط المعونة بالإصلاح السياسى فى مصر، فهناك من يعتبر أن المعونة فى حد ذاتها انتقاص من الاستقلال الوطنى، فهل سيعدم الحزب الوطنى هؤلاء؟

الاثنين، 11 أغسطس 2008

معاقبة سعد الدين إبراهيم .. حلقة جديدة في مسلسل محاكمات الرأى


بيان صحفي
10 أغسطس 2008
تعرب منظمات حقوق الإنسان المصرية عن قلقها العميق، إزاء الحكم الذي أصدرته مؤخرا محكمة جنح الخليفة –غيابيا- بحق مدافع بارز عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية، وهو د. سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع ورئيس مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية؛ حيث قضت المحكمة بمعاقبته بالحبس لمدة عامين مع الشغل، وبكفالة قدرها عشرة آلاف جنيه، لإيقاف تنفيذ العقوبة، وذلك بعد إدانته بتهمة الإساءة لسمعة مصر وهيبتها والإضرار بالمصلحة القومية. وقد استندت حيثيات الحكم إلى تقرير أعدته وزارة الخارجية المصرية، يشير إلى أن كتاباته المنشورة بالعديد من كبريات الصحف الأمريكية والعالمية حول الأوضاع الداخلية في مصر، تضمنت مطالبة الإدارة الأمريكية بربط برامج المعونة التي تتحصل عليها الحكمومة المصرية، بإحراز تقدم في مسار الإصلاح الديمقراطي.
وتؤكد المنظمات الموقعة على هذا البيان أن معاقبة د. سعد الدين إبراهيم على آرائه، تشكل ملمحا بارزا للتوجهات الرامية إلى تقويض هامش الحريات، ومظاهر الحراك السياسي والمجتمعي التي عرفتها مصر قبل عامين، وهو ما يتبدى على وجه الخصوص فيما شهده العامين الأخيرين من النزوع مجددا لإحالة المدنيين للمحاكمات العسكرية، ومحاصرة الصحفيين بعقوبات الحبس التي تتهدد عددا من رؤساء التحرير والصحف الحزبية والمستقلة، في مقدمتهم إبراهيم عيسى ووائل الإبراشي وعادل حمودة- باتهامات مشابهة لتلك التي حوكم سعد الدين إبراهيم بمقتضاها- والتحرش بمنظمات حقوق الإنسان وإغلاق اثنتين من كبرى هذه المنظمات، وتوظيف الصلاحيات الاستثنائية بموجب قانون الطوارئ، في ملاحقة واعتقال نشطاء الإنترنت والداعين للإضراب في 6 أبريل الماضي، علاوة على التوجهات الأكثر تشددا في مواجهة حرية البث الفضائي، والتي وجدت تعبيرها في القيود الصارمة التي تبنتها وثيقة الجامعة العربية مؤخرا حول مبادئ وأخلاقيات البث الفضائي، والتي جاءت بمبادرة من الحكومة المصرية، ووجدت بعضا من تجلياتها في سحب تراخيص عدد من الفضائيات، ومشروع القانون الذي تبنته وزارة الإعلام الذي يستهدف إحكام السيطرة مجددا على وسائط البث السمعي والمرئي، بما في ذلك البث الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت.
وتعتبر المنظمات المصرية الموقعة على هذا البيان أن محاكمة سعد الدين إبراهيم تظهر بشكل واضح مخاطر توظيف النصوص القانونية المنافية لحقوق الانسان، التي يحفل بها قانون العقوبات، والتي يتم استدعائها عند اللزوم للنيل من خصوم النظام الحاكم والمعارضين لسياساته ودعاة حقوق الإنسان والديمقراطية.
وتحذر المنظمات المصرية من أن استدعاء المادة 80 من قانون العقوبات- التي تعاقب بالحبس كل من أذاع عمدا بالخارج أخبارا، أو بيانات، أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد، وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولية أو هيبتها أو اعتبارها أو باشر بأي طريقة كانت نشاطا من شأنه الإضرار بالمصلحة القومية للبلاد- لا ينطوي وحسب على انتهاك حرية الرأي والتعبير بمقتضى الدستور والتزامات الحكومة المصرية بموجب تصديقها على العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، بل تحمل في طياتها تهديدا خطيرا لكل المشتغلين بالرأي والإعلام،بما في ذلك وسائط الإعلام الإلكترونية، أو مؤسسات حقوق الإنسان، وخاصة إذا ما أخذ بعين الاعتبار أن الطفرة الهائلة في وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، قد أنهت عمليا القيود المصطنعة على ما يبث من أفكار وآراء ومعلومات داخل الأوطان أو خارجها، وإذا ما أخذ في الاعتبار أن تطور القانون الدولي لحقوق الإنسان قد كفل عمليا الحق للأفراد وللمنظمات غير الحكومية في انتقاد ممارسات حكوماتها في المحافل الدولية المختلفة.
وإذ تؤكد المنظمات الموقعة على هذا البيان على تضامنها الكامل مع د. سعد الدين إبراهيم في مواجهة الإجراءات التعسفية، التي تستهدف النيل منه بسبب آرائه المعلنة في الداخل والخارج، حول طبيعة النظام السياسي المصري وممارساته المناوئة للإصلاح السياسي والديمقراطي، فإنها تدين في الوقت ذاته إقدام البعض –طواعية أو بتحريض من الحكومة وحزبها- على توظيف الحق المشروع في التقاضي في دعاوى الحسبة السياسية التي راجت مؤخرا، للتنكيل بالخصوم في الرأي ومصادرة حرية التعبير، استنادا إلى النصوص العقابية، التي تتشبث بها السلطات المصرية للجم خصومها وترويعهم، على الرغم من أنها تجافي التزاماتها بمقتضى الاتفاقيات التى صدقت عليها.
وتدعو المنظمات الحقوقية المصرية مختلف القوى والتيارات المتطلعة للديمقراطية، والمناصرة لحرية التعبير للتصدي للهجمة الشرسة التي تستهدف الحيلولة دون تمتع المصريين بالحقوق المعترف بها عالميا لكل البشر.
كما تدعو هذه المنظمات على وجه الخصوص، إلى تكاتف جهود القوى الديموقراطية فى المجتمع المصري من أجل مراجعة تشريعية جادة، تضع حدا للعقوبات السالبة للحرية في قضايا الرأي والنشر، وتعيد النظر في مختلف النصوص العقابية، التي تستعصي على الضبط القانوني، والتي تستهدف بالدرجة الأولى تحصين نظام الحكم وسياساته وممارساته المعادية لحقوق الإنسان من الانتقاد والفضح، سواء كان ذلك بمزاعم الأمن القومي، أو المصلحة العامة، أو بدعوى الحفاظ على هيبة الدولة وسمعتها، وهى النصوص التي يشكل استمرار العمل بها إهانة لكرامةجميع المصريين.

المنظمات الموقعة على البيان
§ جماعة تنمية الديمقراطية
§ جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان
§ الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية
§ جمعية أنصار العدالة لحقوق الإنسان
§ جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء
§ دار الخدمات النقابية والعمالية
§ الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
§ المبادرة المصرية للحقوق الشخصية


§ مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
§ مركز الأرض لحقوق الإنسان
§ مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف
§ مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف
§ مركز هشام مبارك للقانون
§ المنظمة العربية للإصلاح الجنائي
§ المنظمة المصرية لحقوق الإنسان

الأحد، 10 أغسطس 2008

الكونجرس يصدر قانونًا بعدم إخضاع المعونة الأمريكية لإشراف الحكومة المصرية



واشنطن ـ أمريكا إن أرابيك


مرر الكونجرس الأمريكي تشريعًا شاملاً يشمل إنفاق المخصصات العسكرية وإنفاق العمليات الخارجية يعلن فيه عدم خضوع المعونة لمصر أو من يتلقاها لأي إشراف حكومي مصري بأي شكل، وعلى واشنطن تخصيص 50 مليون دولار لتغيير نظام التعليم في مصر منها 10 ملايين دولار لتعليم المصريين في مؤسسات أمريكية في عام 2008م.

وينص القانون الذي جمع المخصصات السنوية للعمليات الخارجية لوزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إل
ى قانون الإنفاق العسكري للولايات المتحدة والذي جاء فيه في القسم الخاص بمصر أن الكونجرس قد وافق على تخصيص 415 مليون دولار كمعونة اقتصادية لمصر، توزع على أساس أنها "منح" مقابل قيام مصر "باتخاذ إصلاحات ديمقراطية واقتصادية كبيرة تضاف إلى التغييرات التي حدثت في السنوات المالية السابقة".

وجاء في نص القانون النهائي- الذي صدر بتاريخ 17 ديسمبر الجاري- أن الحكمة المصرية لن يكون لها أي دور رقابي أو إشرافي على كيفية إنفاق المعونة أو من يتلقاها داخل الأراضي المصرية، ليكون الدعم مباشر بين واشنطن والمنظمات والهيئات والأفراد المتلقين للمعونة.

ونص القانون: "ينص التشريع، أنه فيما يتعلق بكيفية تقديم المعونة لمصر من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان وأنشطة الحكم، فإن المنظمات التي ستنفذ هذه المعونة والطبيعة المحددة لتلك المعونة لن تخضع للموافقة المسبقة من قبل حكومة دولة مصر".

وجاء في نص التشريع أن ما لا يقل عن 135 مليون دولار من إجمالي المعونة الاقتصادية ستوزع في شكل إسهامات أمريكا للمشاريع المصرية، والتي يدخل فيها عادة مكون أمريكي وبشرط ألا تقل منها قيمة المخصصات الأمريكية لبرامج "الديمقراطية، وحقوق الإنسان والحكم" عن 20 مليون دولار.

كما أورد نص التشريع أن مالا يقل عن 50 مليون دولار من إجمالي الـ135 مليون دولار ستخصص لما أسماه القانون "برامج التعليم" منها 10 ملايين دولار كاملة "يجب أن تتاح من أجل المنح التي تقدم للطلبة المصريين ذوي الاحتياجات المالية ممن يحتاجون لحضور مؤسسات تعليمية أمريكية معتمدة للتعليم العالي في مصر"، وهو ما قد يقصد به الجامعة الأمريكية في القاهرة.

ويسمح القانون كذلك لمصر وبعض حلفاء أمريكا العسكريين الآخرين بعملية "تأجير" بعض المواد العسكرية الأمريكية من وزارة الدفاع الأمريكية تحت بند "تأجير بغرض الشراء"، وهو ما يسمح شراء تلك المعدات لاحقًا لتلك الدول.

يذكر أن المعونة المدنية الاقتصادية الأمريكية لمصر بدأت في عام 1975م على يد هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي السابق، وبلغت 815 مليون دولار سنويًّا بعد توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع "إسرائيل"، وخصصت معظمها لعملية فتح مصر اقتصاديًّا أمام الأعمال الأمريكية وتكوين طبقة من رجال الأعمال الأثرياء المحليين المتحالفين مع واشنطن، إلا أن المعونة بدأت تنخفض اعتبارًا من عام 1998م سنويًّا بمعدل 40 مليون دولار.

ويذكر مركز أبحاث الكونجرس في تقاريره أن الإستراتيجية الأمريكية في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين كان تركز في المعونة لمصر على إحداث تغييرات اجتماعية واقتصادية، أما في فترة الثمانينيات فقد سعت برامج هيئة المعونة الأمريكية إلى التركيز على مجال الزراعة والتعليم والصحة الإنجابية، وفي التسعينيات ركزت على تغيير السياسة الاقتصادية والنقدية والمالية مثل برامج الخصخصة، بينما تركز الفترة الجديدة علي دعم التغيرات الديمقراطية والاقتصادية وحقوق الإنسان والأقليات والتعليم.

يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد طلبت من الكونجرس في ميزانية المساعدات الأمريكية لعام 2008م مبلغ 1.72 بليون دولار للمساعدات العسكرية لمصر و415 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية، غير أن أعضاء من الكونجرس طلبوا في الشهر الماضي ربط إرسال 200 مليون دولار من المعونة لمصر بمحاربة القاهرة تهريب الأسلحة والمتفجرات من سيناء إلى قطاع غزة بعد شكاوى من "إسرائيل" أن هذه العمليات تهدد أمنها القومي.

مؤتمر بالقاهرة يدين أحكام العبارة وهايدلينا وسعد الدين إبراهيم


الجمعة 8 اغسطس 2008 8:30:34 م
البشاير محمد عبد الفتاح :
عقد مركز دراسات العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان مؤتمره العشرين أمس الخميس تحت عنوان " الحكم بحبس الدكتور سعد الدين ابراهيم .. عدوان جديد على حرية التعبير واستقلال القضاء المصرى "بحضور نخبة من نشطاء المجتمع المدنى.وناقش الحضور الحملة الموجهة ضد سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية الذى صدر ضده حكم مؤخراً بالسجن لمدة عامين, كما ناقشوا استخدام الدولة للقضاء فى تصفية الحسابات السياسية وتجرؤ بعض القضاة على القانون من خلال إصدار أحكام مخالفة للقانون والضمير العام للشعب بهدف نيل رضا السلطة الحاكمة مما يمثل عدواناً على القانون والشرعية ومبدأ لبفصل بين السلطات.واستنكر الحضور ما يثار حول قيام النظام الحاكم بدفع ودعم تلك الدعاوى القضائية التى تقام بنظام الحسبة التى تحرك من غير ذى صفة أمام محاكم منتقاة وغير مختصة لأن قانون الاجراءات الجنائية المصرى اختص النيابة العامة دون غيرها بالتحقيق فى الجرائم التى ترتكب من المصريين فى الخارج كما اختص محكمة عابدين فقط بالمحاكمة فى تلك الجرائم, مما يدل على أن كل اجراءات محاكمة سعد الدين إبراهيم باطلة وتمثل خطأً مهنياً جسيماً يستلزم المراجعة من السلطة القضائية ذاتها لوقف مثل هذه التصرفات التى تنسب لها وهى بريئة منها. وقال المستشار مرسى الشيخ رئيس مجلس أمناء المركز أننا اسنا ضد حكم القاضى ولكننا ضد أن يكون للحكم بعد سياسى حيث يجب على القاضى عدم التأثر بذلك ولكنه أتى بما يخالف الثابت فى الأوراق.وأوضح الشيخ أن من حق أى شخص التعليق على أحكام القضاء التى تعلن على الجميع لأنه لا يوجد لأحد قدسية تعلو على رأى الشعب صاحب السلطة والرأى, ولكن الممنوع هو تناول القاضى أو السلطة القضائية بالقذف والسب.ودعا الشيخ المستشار ممدوح مرعى وزير العدل والمسئولين إلى مراجعة العديد من الأحكام التى صدرت مؤخراً فى قضايا العبارة وهايدلينا وسعد الدين ابراهيم لأنها تهم وتمس كل مواطن مصرى.وطالب الشيخ باستقلال القضاء معلناً تصميمه على الموت لاحياء العدل مشيراً إلى أنه إذا لم يحدث ذلك سيحدث إحباط للشعب المصرى بأكمله وسنرجع إلى قانون الغابة.من جانبه قال سامى دياب رئيس مركز عرب بلا حدود للدراسات أن الحكم الأخير ضد سعد الدين إبراهيم سياسى بالدرجة الأولى بهدف إبعاده موضحاً أنها مؤامرة ينفذها الحزب الوطنى جيداً من خلال دفعه لعدد من أعضائه بإقامة الدعاوى ضد سعد الدين ابراهيم.وأعلن دياب عن تقدمه بمذكرة إلى نادى القضاة يوم الاثنين القادم وإدارة حوار مع كل التيارات السياسية للوقوف والتعاطف مع الدكتور سعد الدين إبراهيم.

الخميس، 7 أغسطس 2008

المصرى اليوم تنشر تقرير الخارجية الذى استندت اليه المحكمة فى حبس سعد الدين ابراهيم


«المصري اليوم» تنشر تقرير «الخارجية» الذي استندت إليه المحكمة في حبس سعدالدين إبراهيم
كتب فاطمة أبوشنب ٥/٨/٢٠٠٨
حصلت «المصري اليوم» علي تقرير وزارة الخارجية الذي استندت إليه المحكمة في الحكم علي الدكتور سعدالدين إبراهيم بالحبس سنتين وكفالة ١٠ آلاف جنيه.
وجاء في التقرير:
السيد المستشار/ محامي عام أول نيابات القاهرة
تحية طيبة وبعد..،
فبالإشارة إلي كتاب السيد المستشار رئيس نيابة الخليفة بشأن الدعوي رقم ٢١٤١٦ لسنة ٢٠٠٧ جنح الخليفة المرفوعة ضد السيد الدكتور/ سعدالدين محمد إبراهيم والمدعي فيها بالحق المدني السيد/ أبوالنجا المحرزي المحامي بالنقض، وطلب قيام وزارة الخارجية بتحليل المقالات والبيانات التي قام المتهم في هذه القضية بنشرها وتحديد مدي تأثيرها علي العلاقات الدولية لجمهورية مصر العربية، أتشرف بالإفادة بما يلي:
١ ـ فيما يتعلق بإعداد بيان بمضمون المقالات التي نشرها المتهم، فإن وزارة الخارجية، بالرغم مما تقوم به من رصد لمختلف ما تنشره وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأجنبية حول مصر، فـإنها لا تحتفظ بأرشيف كامل لما ينشره المواطنون المصريون أو غيرهم من مقالات ودراسات في الخارج، حيث إن هذا الأمر هو من اختصاص جهات أخري في الدولة، كالهيئة العامة للاستعلامات.
٢ ـ كان السيد الدكتور/ سعدالدين محمد إبراهيم قد نشر مقالات في بعض وسائل الإعلام الأجنبية تناولت الأوضاع الداخلية في مصر وتضمنت تقييمه للتطورات علي الساحة السياسية في البلاد، كما تضمنت بعض هذه المقالات دعوة الإدارة الأمريكية لربط برنامج المساعدات الأمريكية لمصر بتحقيق ما يري أنه تقدم في مجال الإصلاح السياسي في مصر.
إن الطبيعة المركبة والمتشابكة للعلاقات الدولية، وواقع أن مصر تتمتع بثقل دولي كبير وعلاقات متشعبة مع مختلف دول العالم يجعل من الصعب أن يتم إرجاع أي تطور في علاقات مصر بدول العالم إلي عامل وحيد، حيث إن علاقات مصر بأي دولة تتأثر بطائفة واسعة من المؤثرات والعوامل التي تحدد شكل هذه العلاقات وتطوراتها الإيجابية والسلبية، لذا، فإنه من الصعب تحديد أو توصيف الحجم الحقيقي لتأثير مقالات الدكتور سعدالدين محمد إبراهيم علي علاقات مصر الخارجية.
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام وخالص التقدير
السفير/ محمد النقلي
مدير الإدارة القضائية
حيثيات الحكم: مطالبة «سعدالدين» أمريكا بربط مساعداتها بالإصلاح الداخلي تضعف هيبة الدولة
أودعت محكمة جنح الخليفة برئاسة المستشار هشام بشير، حيثيات حكمها علي الدكتور سعد الدين إبراهيم، بالحبس سنتين وإلزامه بدفع ١٠ آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ.
جاء بالحيثيات أن المحكمة اطمأنت لتقرير وزارة الخارجية، الذي أورد أن المتهم طالب الإدارة الأمريكية بربط برنامج المساعدات الأمريكية لمصر بتحقيق ما يري أنه تقدم في مجال الإصلاح السياسي في مصر، الأمر الذي يترتب عليه إضعاف هيبة الدولة.
وأضافت المحكمة: أن مطالبة الدكتور سعدالدين إبراهيم المتكررة بربط برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، لتحقيق ما يراه أنه تقدم في مجال الإصلاح السياسي، يعد نشاطاً من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، وهو أحد العوامل التي تؤدي إلي تأثر علاقات مصر بدول العالم تأثراً سلبياً، وهذا كان لا ينبغي صدوره من مواطن مصري يحمل الجنسية المصرية، الأمر الذي تنتهي معه المحكمة إلي ثبوت التهمة يقيناً في جانب المتهم،
وتابعت: حيث إن المادة ٨٠ عقوبات تنص علي معاقبة كل مصري يذيع عمداً بالخارج، أخباراً أو بيانات أو شائعات كاذبة أو مغرضة حول الأوضاع الداخلية في البلاد، إذا كان من شأن ذلك إضعاف الثقة بمصالح الدولة أو هيبتها أو أي نشاط يترتب عليه الإضرار بمصالح الدولة،
كما تقدم أبوالنجا المحرزي في دعواه ضد سعد الدين إبراهيم، بصورة ضوئية من المقالات التي تم نشرها في «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، بخلاف صورة له أمام الكونجرس الأمريكي وهو يطالب بتنحي الرئيس مبارك عن الحكم .

الشعوب العربى ضد الديمقراطية


كانت وحدة الهدف هي الشعار الذي تم رفعه في معظم أنحاء العالم العربي وفي أعقاب الاستقلال وكانت وحدة الصف هي الوسيلة التي تم اعتمادها واختيارها للوصول إلى الهدف الموحد المنشود أما الهدف الذي جرى وضعه في بؤرة الضوء وفوهة الميكرفونات في صدر صفحات الجرائد فقد كانت الوحدة العربية الشاملة، لكن الهدف الذي بدأ في أول الأمر بديهيا أو قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الهدف تعرض لإخفاقات متعددة ونكسات شتى بل إن واقع التجزئة القومية قد تفاقم وترسخ، ليس فقط بسبب انقسام العالم العربي. وإنما بسبب استفحال المتناقضات فيما بينهم من حملة شعارات الوحدة ذاتهم.
ولنا سؤال؟ هل الخطأ في الأهداف أم في الوسائل؟
أم لأننا وضعنا لأنفسنا أهداف مستحيلة أو وهمية أم لأننا اخترنا طريقا خاطئا وأساليب قاصرة ووسائل معيبة ليست بوسعها أن تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة.
إن مناقشة الأنظمة العربية للديمقراطية هي التي تكرس عبر آليات جديدة يسيطر عليها الحاكمين على المحكومين.
فبساطة شديدة وجهت لنفس السؤال فعلى من تقع مسئولية ذلك؟
إن الإجابة على هذا السؤال يمثل في اعتقادي الشخصي إذا يضع الشعب بصيغة ما في (قفص الاتهام) فاعتقد أن سلوك المواطن العادي في البلدان العربية لا يختلف كثيراَ عن سلوك القادة الذين تضعهم تلك الشعوب على رأسها وهؤلاء القادة دائما ما ينقصهم الحس الديمقراطي الحقيقي.
أن مسئولية نقص الديمقراطية تقع بنفس القدر على القمة السياسية.
كما تقع على القاعدة الشعبية فهل تملك الشعوب العربية حقا لا الحس الديمقراطي الصحيح؟
الم يلعب الشعب في كثير من الأحيان دورا فاعلا ضد الديمقراطية والحرية والتسامح وروح المسئولية؟
إلا يتتابع حتى هذه المرحلة الراهنة لعب هذا الدور؟
الم يجعل في أحيانا كثيرة أولئك الذين لا يعيرون الديمقراطية اهتماما كبيرا على رأسه ويملئ إرادته؟
إنني اعتقد أن الشعب مع الديمقراطية لكن في صحيح الأمر إنما هو ضدهم.
فحتى في البلدان التي تدعوا إلى الديمقراطية ترى بان وهم الديمقراطية هو السائد وليسوا الديمقراطية ذاتها.
إذا تنطبق على هذه الحكومات الشرعية الديمقراطية التي تعبر عنها في بؤرة الضوء وفوهة الميكرفونات وصفحات الجرائد ..... الخ.
إن الحكومة الشرعية هي تلك التي تنجح في إقناع المحكومين بأنها تعيش وتتماشى مع مصالحهم ومع وجباتهم وتدفعهم إلى طاعة القلة فيما بينهم وفي الواقع نجد أن القاعدة السائدة هي أن تقبل أغلبية المحكومين إلى الخضوع إلى السلطة الشرعية وهناك حكمة قديمة.
"إن الأمة بمثابة عربة كبيرة يقودها الرجال القائمون على الحكم".
لكننا نحن أمام سؤال؟ جوهري: هل يملك هؤلاء العربه أم هم مجرد مسيرين لوجهتهما؟
والسؤال يختص بتحديد العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني هذه العلاقة التي تقدم الأدبيات النظرية. وخاصة الشعوب العربية منها.
لكن تبغي الممارسة شيئاَ آخر على ارض الواقع.
لان الديمقراطية يجب أن تحفظ قبل كل شيء الحرية لكل أفراد الشعب من اجل الصالح العام المفروض على الجميع فالإنسان ولد حرا.َ وقوانين عمل هذه المجموعات البشرية قائمة على مستوى جميع دول العالم هي عبارة عن (الاتفاقيات)
وبالتالي يتوجب الخضوع إلى هذه الاتفاقات بغض النظر. بشكل أو بآخر عن حرية الفرد بل إن نذهب إلى ابعد من ذلك عندما يعلن الشعب رفضه للنظام (التمثيلي) إذ يرى إن "صاحب السيادة ما هو ألا كائن جماعي وإنما لا يمكن إن يمثله سوى ذاته).
إن الإرادة العامة والعقد الاجتماعي والسيادة الاجتماعية لذلك يجب على المواطن إن يقدم جميع الخدمات التي يستطيع تقديمها إلى الدولة عندما تطلب منه الدولة ذلك
بتعبير أخر إن الإرادة العامة بمثابة مرادف "لإرادة الدولة" باعتبار إن هذه الدولة تعبر عن الحقيقة الاجتماعية. وان للعدالة مفهوم خاص تتدرج في مصلحة الدولة لذلك لان الدولة تبحث عن تحقيق السعادة في الدولة بأكملها عبر توحيد المواطنين .
والوجه الأخر لهذا الرأي هو اعتبار أن الفرد يحمل في داخله بذور الانحطاط والتفرقة وليست الدولة.
والإرادة الخاصة ما هي نقيض للإرادة العامة ولابد للدولة أن تعطي الفرصة للمجتمع المدني بان يساعد الدولة في الازدهار والرقي وان الديمقراطية تعلق رفضها للحكم المطلق بل من المفترض أن الديمقراطية مصدر لنظام حكم يضمن الحرية وبما إن البشر ليسا متساويين فحسب وإنما هم مستقلين أيضا هم بعضهم البعض في مواجه الدولة إن الدولة لابد أن تجعل لها نمط للعلاقة بينها وبين الشعب الذي يجب أن يقوم بين الدولة والمجتمع فنحن نختلف كثيرا في بعض النظريات بين (المثقف) ورجل (السياسة) فنحن من وجه نظرنا اعتبرنا المثقف داعي للديمقراطية وأما رجل السياسة يعتبر له صفة في تمثيل الدولة.
هذا هو الفصل بين موقف رجل الثقافة وقد يبدوا تعسفا في أحيانا كثيرة إلى الواقع نجد أن المثقفون يسمعون صرخات الضحايا وأحيانا كثيرة يسمعونها تحت لبوس الديمقراطية ويتخذون من المسألة مواقف متناقضة وعبر تحليلنا أو وجهة نظرنا نحاول أن نصل عبر التحليلات التي يقدمها لآليات عمل الأنظمة الديمقراطية والنتيجة ألمؤداه بان الديمقراطية (وهم) إن مصلحة الدولة هي السائدة كما إن الشعب يمثل نفسه بطريقة واعية أو غير واعية بحكومته.
ويؤكد لنا إن المضطهدين يعرفون كيف يمارسون استبدادهم إذا سمحت لهم الظروف بذلك وهم يعيشون بصورة مستمرة نوعا من الحنين إلى السلطة والآخرون هم دائما اللاديمقراطيون لكن مهما يكن من أمر وهم الديمقراطية ومعاناة الشعب لهم قد يكون من الأنصاف القول بان هذا الوهم أجمل بكثير من الواقع الذي نعيشه.
إن الله جل جلاله ما أوجد من مخلوقاته شيء إلا يثمر وخلق الله الناس في هذه الأرض متكافلون مأمورون جميعا بالعمل والتعاون فيما يعملون
وقد خص الله الوطن العربي بخصب التربة وأنفس المعادن
وفيه كثير من الأغنياء وأصحاب الرزق الواسع والنقود الوافرة .
ولكن أهله لن يقتدوا إلى أقدم السبيل لاستثمار ثروة بلادهم وإنمائها
فتراهم مقتصرين من المتاجر على ما تعاطاه أجدادهم الاقدمون، منفردين في أعمالهم كأنهم يخشون أن تطير البركة منهم .
أ/ إبراهيم حسن السروى
باحث سياسى

الإخوان يعلنون تضامنهم مع سعدالدين إبراهيم.. ويقصرون دعمهم علي بيان باللغة الإنجليزية



كتب أحمد الخطيب وهشام عمر ٧/٨/٢٠٠٨
أعربت جماعة الإخوان المسلمين عن تضامنها الكامل مع الدكتور سعدالدين إبراهيم، مدير مركز بن خلدون، الذي صدر بحقه حكماً بالسجن عامين بتهمة الإساءة وتشويه سمعة مصر اليومين الماضيين.
وقال بيان للجماعة علي موقع «إخوان ويب»، الناطق الرسمي باسم الجماعة باللغة الإنجليزية: «نعرب عن خيبة أملنا من الحكم ضد الدكتور سعدالدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، مدير مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية».
وأضاف البيان: «نعتقد أن محاكمة الدكتور إبراهيم لها دوافع سياسية، ومحاولة من جانب النظام المصري لإسكات كل الأصوات المعارضة».
وأنهمت الجماعة البيان بالقول: «نعرب عن تضامنا الكامل مع الدكتور إبراهيم، وعن الدعوة إلي الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني لدعم الدكتور إبراهيم وخطوة دفاعه».
وعن إعلان الجماعة بيان دعمها الدكتور سعدالدين إبراهيم علي موقعها بالإنجليزية دون موقعها العربي، قال المهندس علي عبدالفتاح، القيادي البارز بالجماعة لـ «المصري اليوم»: «ذلك من قبيل المصادفة، خاصة أن معظم المتهمين بقضية الدكتور إبراهيم في الخارج، فكان البيان علي موقع الجماعة بالإنجليزية لأن الداخل ليس معنياً بالقضية»، مشيراً إلي أن الجماعة تدافع عن حرية الرأي، وتطالب بالا يكون هناك قيود علي حرية الرأي والتعبير بغض النظر عما إذا كنا علي اختلاف أو اتفاق مع الدكتور إبراهيم.وقال الدكتور عبدالحميد الغزالي، المستشار السياسي لمرشد الإخوان: «نحن مع احترام الحقوق السياسية للمواطن العربي، ومع سمعة ومكانة مصر في الخارج، ونرفض الاستقواء بأي قوي خارجية حيال الممارسات الخاطئة للنظام في الداخل».

سعد الدين إبراهيم.. مرة أخرى!

هاني الحوراني - الأربعاء 06 رجب 1429هـ - 09 يوليو 2008م
عاد اسم عالم الاجتماع والناشط المصري د. سعد الدين إبراهيم إلى التداول مرة أخرى، ومن بوابة الاتهامات المعروفة التي سبق أن وجهت اليه قبل بضع سنوات.
وجاء في خبر وزعته وكالة الأنباء الفرنسية قبل أيام، أن النيابة العامة المصرية تحقق في اتهامات "بالتخابر" مع الولايات المتحدة وجهت إليه من قبل شخصين، أحدهما عضو في الحزب الوطني الحاكم، وهو في الوقت نفسه عضو مجلس الشورى، أما الثاني فهو رئيس حزب صغير، يدعى الحزب الجمهوري الحر. والدعوى التي أقامها المواطنان تتهم د. سعد الدين إبراهيم بالتخابر مع دولة أجنبية ونقل أسرار ومعلومات خاطئة تلحق أضراراً بالمصالح الاقتصادية لمصر.لكن اسم سعد الدين إبراهيم عاد للتداول هذه الأيام من بوابة أخرى، فقد منحت مؤسسة تابعة لصحيفة دانماركية هي "Politiken" أي "السياسي"، جائزتها السنوية للحريات لعام 2008 إلى الناشط المصري المذكور، وقيمتها مائة ألف كرون دانماركي أو ما يعادل عشرين ألف دولار أميركي، لدوره القيادي في ترويج حقوق الإنسان والديمقراطية والدفاع عنها. وسوف تسلم له الجائزة في احتفال رسمي يقام في كوبنهاجن في أيلول أو تشرين الأول القادم.وكان سعد الدين إبراهيم قد غادر مصر قبل عامين ونيف، بعد أن قام بجولة مع طلابه في الجامعة الأميركية بالقاهرة، شملت لبنان والأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة، لكنه تلقى "نصيحة" بألا يعود إلى القاهرة لبعض الوقت. وقد توزعت اقامته منذ ذلك الحين بين قطر التي تبنت مشروعاً له لتأسيس مؤسسة عربية لدعم الديمقراطية، وبين الولايات المتحدة وأوروبا. ومع أن مركزه (مركز ابن خلدون) ما يزال يعمل في القاهرة، إلا أن حضور سعد الدين إبراهيم في الحياة المصرية يقتصر على مقالته الأسبوعية في صحيفة "المصري اليوم" المعارضة.ويشكو سعد الدين إبراهيم من انه ما يزال يتعرض لمضايقات ومطاردات كلامية من السفارات المصرية التي يتهمها بإرسال مندوبيها إلى المنتديات التي يشارك فيها لمهاجمته ودحض آرائه الخاصة بالأوضاع السياسية وحالة الديمقراطية في مصر. وقال مؤخراً لصحيفة "المصري اليوم" انه تقدم بطلب خطي للعودة إلى مصر، مشترطاً الحصول على ضمانات تحميه من الاعتقال، وبأن تتعهد رئاسة الجمهورية والحكومة أنهما ليستا طرفاً في الدعاوى المقامة ضده أمام المحاكم المصرية.قد تبدو قصة سعد الدين إبراهيم وكأنها إعادة مملة لأحداث مماثلة وقعت معه في مطلع العقد الحالي، حين اعتقل على أثر اتهامه بتهم "التزوير" و"الاختلاس" والتعامل مع حكومات أجنبية، إلى أن برأته المحكمة من هذه التهم وأطلق سراحه. ولقد روى سعد الدين قصة اعتقاله في ندوة حاشدة عقدت في عمان قبل عامين. لكن إثارة هذا الموضوع هنا ليس سوى دعوة للتأمل في الحال التي انتهت إليها العلاقة بين المثقف والسلطة في عالمنا العربي. ولعل قصة سعد الدين ابراهيم تكون موضوعاًً "لدراسة حالة" تصف وضعية هذه العلاقة في الواقع العربي الراهن وليس فقط في الحالة المصرية.والمسألة هنا ليست مسألة تضامن مع أكاديمي مرموق وناشط مهم من مصر، وإنما هي فوق ذلك وربما قبله، مسألة ضرورة وضع حد لهذا الاستنزاف العبثي للطاقات الانسانية، الناجم عن استمرار الاستعصاء الراهن للعملية الديمقراطية في العالم العربي، والذي يقود إلى رحيل عالم اجتماع وناشط كبير مثل سعد الدين ابراهيم عن مصر، وقبل ذلك إلى سجنه لأكثر من عام، بسبب "شخصنة" نزاع السلطة معه، بعد إثارته لقضية توريث الرئاسة في مصر. الأفدح من ذلك هو عدم التوصل حتى الآن إلى وضع حد لهذا الصراع الذي خرج عن اطاره وحجمه الطبيعي، فقضية خلاف في الرأي لا تستدعي ذلك القدر من الصداع والاحتدام في وسائل الصراع.لا أنطلق هنا من موقع الاتفاق مع د. سعد الدين إبراهيم في آرائه السياسية، ولا في طريقة إدارته لخلافه مع الحكومة والرئاسة المصرية، ففي الواقع اني أحمله جانباً من المسؤولية عن عزلته أو قطيعته مع تيارات وشخصيات واسعة في مصر وقفت إلى جانبه في محنته. لكني لا أخفي تعاطفي الشخصي والإنساني مع معاناة سعد الدين إبراهيم الذي تعرض لحملة لا توصف، ولا أعرف نظيراً لها في العالم العربي، انطوت على اغتيال منهجي لسمعته ومكانته وشخصه. وهو اغتيال جعل التضامن معه عبئاً ثقيلاً على أصدقائه وعلى المؤسسات التي وقفت معه في محنته قبل سنوات.والسؤال هو: ماذا فعلت عملية الاعتقال واغتيال الشخصية بسعد الدين إبراهيم، وهل هو بعد ذلك ذات الشخص قبلها. وأين الحدود بين "السياسي" و"الشخصي" في صراع سعد الدين إبراهيم ورأس النظام المصري. وكيف ترك ذلك أثره البليغ على مواقفه وتحالفاته، ومنها انفتاحه على الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين وحماس وحزب الله، ومحاولته اقناع الولايات المتحدة بالانفتاح على جماعة الاخوان المسلمين في مصر؟! وفي المقابل لماذا هذا العناد الحكومي المصري في ملاحقة سعد الدين إبراهيم أمام المحاكم وفي مواصلة عملية الاغتيال السياسي ضده؟!يقال ان التاريخ يعيد نفسه، مرة على شكل مأساة ومرة أخرى على شكل مهزلة. وملاحقة سعد الدين ابراهيم، بتهمة التخابر مع دولة أجنبية هي الولايات المتحدة، وهو خارج وطنه أكثر من مجرد مهزلة. *نقلاً عن صحيفة "الغد" الأردنية

هنا الليبرالية الكاملة

تحدث عن الخطوط الحمراء وأدان الحظر المفروض عليهم
ناجح إبراهيم: نحن ننحت الصخر بأظافرنا في مصر
علي عبدالعال
منذ خروج قادتها من السجون المصرية والجماعة الإسلامية تسعى جاهدة لملء مقعدها بين القوى السياسية الفاعلة في البلاد، وعلى الرغم من قلة الوسائل المتاحة وتواضع الإمكانات، استطاعت الجماعة أن تعود وبقوة إلى واجهة المشهد السياسي بمعارك أثارت جدلاً سواء داخل الحركة الإسلامية (اتهامهم الإخوان بمحاولة اغتيال عبد الناصر) أو في الساحة السياسية عموماً (كما في معركتهم مع أقباط المهجر).
وخلال لقائنا معه خاض الدكتور ناجح إبراهيم ـ منظر الجماعة الإسلامية ورئيس تحرير موقعها الرسمي ـ غمار العديد من القضايا الجدالية بين الجماعة والعديد من القوى في مصر، ولم يستطع خلال ذلك أن يخفي المرارة البادية من حديثه حول مواقف واتجاهات هذه القوى من جماعته، التي لم تشجع مبادرتهم لوقف العنف، ولم يجدوا منها يداً للعون، بل تهكم بعض قادتها لخروجهم متسائلين عن أسبابه.
مصر تمتلك طاقات عظيمة محنطة في متحف الحظر
دكتور ناجح.. هل يقتصر نشاط "الجماعة الإسلامية" على ممارسة جانب إعلامي من خلال موقع على شبكة الإنترنت؟ ألا تفكرون في وسائل أخرى تطلون من خلالها على المجتمع؟
"الجماعة الإسلامية" جماعة دعوية تربوية، تحمل الفكر الإسلامي الوسطي وتختزن رصيداً من التجارب والخبرات، ولها تاريخ طويل في الدعوة والعمل الاجتماعي والسياسي. ومازالت كل أبواب ووسائل الدعوة وكافة مجالات الإصلاح في حسباننا.. ولكننا اليوم نعمل من خلال الوسائل المتاحة، وكل ما نملكه هو موقعنا على الانترنت، فقد حيل بيننا وبين سائر الوسائل الأخرى، حتى مجرد ظهورنا في الفضائيات لم يتح لنا، بل إن التليفزيون المصري سجل معنا منذ عام تقريبا حلقات حول المبادرة ولكنها لم تر النور.
ونحن في شوق لتواصل أكبر مع الناس واهتمام أكثر بقضاياهم، والعودة مرة أخرى لمساجدنا، والتواصل مع الشباب لننقل إليهم ما فهمناه من كتاب الله وسنة رسوله، وتجاربنا وخبراتنا في الدعوة والعمل للإسلام.
ونحن لا نريد ذلك لمجرد الظهور، أو لنقول أننا عدنا إلى الساحة، أو لتسلط الأضواء علينا، كلا والله.. ولكننا نحب الدعوة إلى الله ولا نستطيع العيش بدونها، ونريد خدمة ديننا وأمتنا والدفاع عن ثوابتنا في هذه الظروف الدقيقة. وإنني حزين لأن مصر تمتلك طاقات دعوية وتربوية عظيمة ولكنها محنطة في متحف الحظر والمنع، في الوقت الذي يصول فيه ويجول أصحاب الأفكار العلمانية واليسارية المخالفة للإسلام.
يقول البعض: لماذا لا تحاولون إنشاء قناة فضائية، مثل غيركم؟ وأقول: بالإضافة إلي الحظر المضروب على هذه الوسائل بالنسبة لنا، هناك نقطة أخرى وهي الإمكانيات التي تحتاجها مثل هذه الوسائل، ولا تنس أن معظم أبناء الجماعة مازالوا يصارعون بشتى السبل لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم في ظل تجاهل تام من أجهزة الدولة ومؤسساتها، ولامبالاة من رجال الأعمال الذين يستطيعون تشغيل هؤلاء في مؤسساتهم.
باختصار نحن في هذه المرحلة نسبح ضد التيار وننحت في الصخر بأظافرنا.. وهذه الإطلالة الإعلامية التي نقوم بها من خلال الانترنت ما هي إلا ثقب نتنفس من خلاله.. نحاول أن نكون على مقربة من الأحداث وأن ندلي بالرأي الإسلامي من وجهة نظرنا في القضايا المطروحة، ونسأل الله تعالى لهذا الثقب الصغير أن يتسع.
لو خلي بين الشعوب وإرادتها لاختارت الإسلام
فكرة إنشاء حزب سياسي، كيف ترونها، وما مدى صلاحيتها بالنسبة لمرحلتكم الحالية؟
في الواقع، أنا لا أرى جدوى لإنشاء حزب سياسي لنا أو لأحد من الحركة الإسلامية بمصر في الوقت الراهن.. فالمناخ السياسي لا يسمح بقيام أحزاب سياسية فعالة، فضلاً عن أحزاب ذات طابع إسلامي. والقانون المصري أصبح يحول بين قيام أحزاب لها صبغة إسلامية، أو حتى إصلاحية ذات ميول إسلامية. كما أن معظم الأحزاب الموجودة على الساحة هي أحزاب ورقية ليس لها أي تواجد أو أثر حقيقي في المجتمع. والأحزاب ذات الطابع الإسلامي مازالت أوراقها محنطة في أدراج لجنة الأحزاب، منذ سنوات طويلة، وأرى أنها لن تخرج أبداً.. إلا أن يشاء الله شيئاً
ففكرة إنشاء حزب سياسي ليست مطروحة على أجندتنا في المرحلة الحالية، وليس من أولوياتنا.. إننا نرى الأجدى والأولى لنا الانشغال بالدعوة، والأخذ بأيدي الناس إلى الله، وتعليمهم دينهم وتربيتهم على وسطية الإسلام وسماحته. أما الانشغال بالسياسة ومعاركها فذلك سيصرفنا بعيداً عن أهدافنا وغايتنا، وليس لدينا وقت أو جهد كي نضيعه فيما يسمى بالعمل السياسي الحالي، الذي يستنزف الطاقات بغير طائل حقيقي ودون فائدة.. وأولى بنا أن نستثمر طاقاتنا في الدعوة والتربية وصنع الخير للناس.
وأود أن أضيف أن الحركة الإسلامية في مصر ـ في الوقت الراهن ـ لن تصل إلى الحكم سواء عن الطريق السياسي أو غيره، سلماً أو حرباً. وإذا وصلت أجبرت على تركه، وتجارب الصومال والسودان وأفغانستان وغزة ليست منا ببعيد.. فالنظام الدولي الذي تقوده أمريكا لن يسمح بقيام دولة إسلامية في مصر، على الأقل في المدى القريب، وإسرائيل تدعم ذلك دعما قويا. لكن هذا لا يعني أن الحركة الإسلامية غير مقبولة على المستوى الشعبي.. كلا.. فشعوبنا تتوق إلى الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة، ولو خلى بينها وبين إرادتها الحرة لاختارت أن تحكم بالإسلام.. وأن يحكمها من يتمسك به تمسكاً حقيقيا سواء كان من الحركات أو من غيرها.
ثوابتنا لم تتغير ولم تتبدل
لاحظ البعض تغيراً وليناً في خطابكم الجديد، ما أسباب ذلك ؟ وماذا تهدفون؟
من الطبيعي أن يحدث تغير في خطابنا.. فالتغير سنة من السنن الكونية.. والجمود على أسلوب واحد ولغة واحدة في ظل حركة الكون وأحداثه المتغيرة لا يمت للحكمة بصلة. وهل خطاب الشباب في العشرين هو نفس خطابهم على مشارف الستين؟. وهل خطاب الحرب والصدام مشابه لخطاب الصلح والمصالحة ؟. نعم هناك تغير في خطابنا ولكنه نحو الأفضل والأصوب والأكثر إنصافا، بعيداً عن الأحكام المسبقة.
لقد صرنا أكثر انفتاحا على غيرنا، وصارت نظرتنا لكل الأمور أكثر اتزانا، وصارت أحكامنا أكثر إنصافا، وصار تفكيرنا أكثر عمقاً، وصرنا نقيس الناس بحسناتهم وسيئاتهم. ونرى أن هناك ألواناً متعددة بين الأبيض والأسود، ونرى أن المسلم قد يوالي من جهة طاعته لله سبحانه، ويعادي من جهة معصيته، فلا يوالي على الإطلاق ولا يعادي على الإطلاق. وأصبحت نظرتنا إلى الناس أكثر رحمة. فالفرق بين خطابنا بالأمس وخطاب اليوم هو ذات الفارق بين خطاب المراهقة وخطاب الرشد.
نعم تغير خطابنا ولكن ثوابتنا لم تتغير.. فمازلنا نبتغي مرضات الله في كل قول وعمل، ومازلنا ندرك دورنا تجاه أمتنا ومجتمعنا المصري والإسلامي. ولن نفارق مهمة الدعوة إلى الله قدر استطاعتنا، ومازلنا نسعى لتعبيد الناس لربهم، ومازلنا ملتزمين بهداية أنفسنا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه الشرعية، ومازال الجهاد في سبيل الله لصد الغزاة عن أوطاننا فريضة نؤمن بها. ومازال الكتاب والسنة دستورنا وميثاقنا، ومازال فهم السلف الصالح للدين هو الأساس الذي نبني عليه مسيرتنا، ومازال علماء الدين الأثبات الثقات هم هداتنا إلى طريق الحق.
فلا ضير إذاً أن يتغير خطابنا، وأن يكون ليناً في مواضع اللين وشديدا في مواضع الشدة، وأن يكون خطابنا في الصلح مناسبا للمصالحة وألا يشابه خطابنا في الحرب، وإلا عدنا إلى الحرب والصدام من جديد، فالكلمة هي بداية الحرب. وهذه كلها تمثل الحكمة التي أورثتنا إياها خبرات السنين وسنوات السجن وتجارب الصدام، ثم أخيراً خبرات المراجعة.
لا وجود لقوى سياسية حقيقية في مصر
كيف رأيتم استجابة القوى السياسية والثقافية والمجتمع بشكل عام في مصر مع تغير خطابكم ورغبتكم في الانفتاح؟
لقد كنا نتمنى أن نرى بالفعل استجابة لما طرحناه من مبادرة تاريخية حقنت دماء أبناء وطننا وحفظت أمن البلاد واستقرارها.. لكن – للأسف – بعد مرور أكثر من عشر سنوات لم نجد أي استجابة مما تسميه بالقوى السياسية والثقافية في المجتمع. ذلك أنه في الحقيقة لا يوجد قوى سياسية حقيقية في مصر، اللهم إلا كيانات هشة لا وجود لها في الشارع ولا أثر. أما عن القوى الثقافية، فأكثرها يميل للفكر اليساري، وهو فكر لا يرحب بوجود تيار إسلامي. لكن هناك عدد كبير من المفكرين والباحثين رحب بمبادرتنا ترحيبا ً كبيرا ً ومنهم بعض المفكرين الإسلاميين مثل: د. سليم العوا، ود. القرضاوي، والمستشار البشري، وأ/ فهمي هويدي، ود.عصام العريان، وأ/ جمال سلطان، ود. رفعت سيد أحمد، د.عبد الصبور شاهين، ود.عبد العظيم المطعني.
ومفكرين آخرين منهم على سبيل المثال لا الحصر: أ/ مكرم محمد أحمد، ود. ضياء رشوان، ود. عبد المنعم سعيد، وأ/ عبد اللطيف المناوي، ود.حسن أبو طالب، .. ومن اليساريين، أ/ نبيل الهلالي وآخرين.
وأقوى تشجيع لقيته شخصيا ً كان من د.سليم العوا الذي حاول قدر جهده التعريف بالمبادرة في كل المؤتمرات التي حضرها. وأول تشجيع لقيناه كان من أ/مكرم ، الذي عرف الناس بالمبادرة عن طريق مجلة "المصور". أما أول الصحفيين الذين أيدوها وكتبوا عنها فهو د. ضياء رشوان .. ومحمد صلاح بجريدة "الحياة".
أما مواقف الحركة الإسلامية فكانت أقل من المستوى، وبعضها اتسم بالشماتة، والبعض الآخر كان موقفه منطلقا من نظرية المؤامرة معتبراً أن المبادرة هي مؤامرة عليه وعلي حركته لضربها. وبعض هؤلاء يطرحون سؤالا ًعجيباً مفاده لماذا خرجت الجماعة بعد 24سنة سجنا ً، و16اعتقالا ً، وبعد انتهاء مدد الحكم عليهم بسنوات. ونحن نقول لهم: "ما هو الموعد المناسب لخروجنا إذا ً حتى لا تظنوا أننا خرجنا لننافسكم؟". وبالرغم من ذلك فإنني أعذر الجميع، فقد حيل بيننا وبين لقائهم وتعريفهم بمبادرتنا على وجه صحيح، ولم يطلعوا على كتب المبادرة وأدبياتها، ولو حدث ذلك لكان التفاعل أفضل وأحسن.
المشكلة أن كل الناس تتحدث عن المبادرة وتتناول أفكارها في المؤتمرات المختلفة ماعدا الذين صنعوها، وهذا والله شيء عجيب. وعلي أية حال، فقد قمنا بواجبنا، وما يمليه علينا ديننا وضميرنا، وراجعنا أنفسنا بشجاعة لم يتجاسر علي مثلها غيرنا سواء داخل الحركة أو خارجها. ويكفينا فخرا ًأن يسجل التاريخ في صفحاته مبادرتنا الشجاعة، وأن يسجل على قوى كثيرة في المجتمع عدم تجاوبها.
كل الإسلاميين في الخطوط الحمراء سواء
ما الخطوط الحمراء التي خرجتم من السجون، بشرط عدم الاقتراب منها؟
الخطوط الحمراء ليست من نصيبنا وحدنا فكل الإسلاميين فيها سواء، ولكن الأمر في حالتنا أكثر حساسية، وخطوطنا أكثر من غيرنا من الإسلاميين.. ووضعنا يختلف. فقد خرجنا للتو من صراع مع الدولة راح ضحيته آلاف القتلى والجرحى، ونفذ حكم الإعدام بمائة أخ، ولدينا 12 محكوم بالإعدم من محاكم عسكرية، وأكثر من 120 بأحكام لم تنته منذ التسعينات. كل هذا أملى على الدولة أن تضع لنا خطوطا حمراء إضافية أكثر من غيرنا.
وقد وضعنا للجماعة خطوطاً حمراء لا نتجاوزها، أهمها : منع الصدام المسلح مع الدولة أو مقدماته منعا باتا، أو عودة الجناح العسكري مرة أخرى، ولا ضير في ذلك.. فرحم الله عبداً كان صادقا مع نفسه والآخرين. ولا يعني ذلك أن نداهن في الحق أو نسكت على باطل أو أن ننصر ظالماً.
وهذه الخطوط التي ألزمنا بها أنفسنا تنطلق من أسس شرعية وواقعية، أضف إلى ذلك أن الوفاء بالعهد يلزمنا أيضا. ومن أمثلة الخطوط الحمراء المفروضة علينا: عدم الظهور بالفضائيات، وعدم الخطابة والدروس في المساجد، وخطوط أخرى يعلمها القاصي والداني.
رسائل للأقباط
تابعنا موقفكم من الأحداث التي جرت بين مسلمين وأقباط ، ورفضكم الإستقواء على الدولة بالخارج، أين الخلل ـ بنظركم ـ في جدلية المسألة الطائفية في مصر؟ وتفسيركم لما يجري؟
قبل الحديث عن المسألة الطائفية، أحب أن أوضح الحقائق التالية:
أولا: نحن لا نرضى بالظلم لأي أحد سواء كان مسلما أو غير مسلم، فالله تعالى حرم الظلم على عباده وجعله بينهم محرما، وعلينا أن نرفض ونستنكر الظلم حتى لو وقع من أحدنا، فما أنزلت الكتب ولا أرسلت الرسل ولا جاء الإسلام إلا لإقامة العدل.
ثانيا : لم ينل أقباط مصر حقوقهم كاملة في عصر من العصور إلا في ظل التطبيق الصحيح للشريعة وتحت حكم الإسلام. ولعل المنصفين من الأقباط يشهدون بذلك.. وقد كان الفتح الإسلامي منقذا لهم من الاضطهاد والإبادة الجماعية التي كانوا يتعرضون لها على أيدي الرومان الذين يخالفونهم فقط في المذهب.
ثالثا : معظم الأحداث التي وقعت مؤخراً بين المسلمين والأقباط لم تكن تحمل صبغة طائفية، بل مشكلات عادية بين مواطنين مصريين، ولكن بعض المغرضين في المهجر كانوا يقدمونها بصورة طائفية لتحقيق أغراض سياسية معينة.
رابعا : على الأقباط أن يتذكروا أن أمريكا دولة علمانية تتاجر بورقتهم فقط لتوجيه سياسة مصر الداخلية والخارجية بما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل وليس مصالح الأقباط.
خامساً: على الأقباط أن يتذكروا جيدا كلمة د.مصطفي الفقي ( الذي يتغطى بأمريكا فهو عريان) وعليهم أن يتذكروا أن أمريكا لن تستطيع احتلال مصر، وإذا حدث ذلك ـ لا قدر الله ـ فسيكون الأقباط أول الخاسرين.
سادسا: على أقباط مصر أن يتذكروا أن نصارى أمريكا بروتستانت وهم أرثوذكس، وعليهم أن يستعيدوا الخبرة التاريخية الأليمة حينما احتل الرومان الكاثوليك مصر وأذاقوهم ويلات العذاب بإجبارهم على ترك مذهبهم. وعليهم أن يتذكروا أن الحملة الفرنسية الكاثوليكية مكثت ثلاث سنوات فقط في مصر وأصاب الأقباط قلق شديد من توسعها في بناء الكنائس الكاثوليكية، حتى استجاروا بالسلطان العثماني ليمنعهم من ذلك.
سابعا : معظم أقباط المهجر لا يبحثون عن مصلحة أقباط مصر ولكنهم يسعون فقط لتحقيق مصالح شخصية وبيزنس لهم، وهم يقيمون علاقات وثيقة بالموساد والاستخبارات الأمريكية.
ثامنا : مصر لن تنقسم إلى دولتين مهما كانت، ولن تكون فيها دولة كدولة الأكراد بالعراق أو جنوب السودان، على الأقباط أن يدركوا ذلك جيداً. وعليهم ألا يغتروا بدعوات المهجر وألا ينخدعوا بالوعود الأمريكية، ومكانتهم في وطنهم مصر ومع إخوانهم المسلمين وتحت لواء الإسلام مع حرية عقيدتهم وشعائرهم أشرف وأكرم من أن يهتفوا داخل وخارج الكنائس بدعوة بوش لاحتلال مصر وإنقاذهم . لو أن الأقباط أدركوا ذلك لحلت كل المشاكل أو معظمها على الأقل.
اتهمتم الإخوان بمحاولة اغتيال عبد الناصر، فلماذا في هذا التوقيت؟ وهل في المسألة غزل للناصريين أو قوى أخرى في الدولة ؟ أم تصفية حسابات مع الجماعة؟
لم أستغرب كثيرا أن يثير مقالي حول عبد الناصر كل هذا الجدال، وأن تنتقده بصورة لاذعة بعض التيارات التي يفترض أن تكون ردود أفعالها أكثر حكمة ونضوجا. ذلك رغم أنني حاولت جاهدا في المقال أن أقدم للشباب العربي نظرة منصفة عن هذا الرجل، فقد ذكرت خمسة وعشرين سلبية لعبد الناصر، مقابل ثلاث عشرة إيجابية فقط. ويؤسفني أن أقول إن العقل العربي مازال يعيش في مرحلة المراهقة الفكرية، ومازالت تستهويه العواطف والكلمات الحماسية، وإن مناخنا الثقافي لم يصل بعد لمرحلة النضج والاكتمال.
فما حدث من تفاعلات حول المقال - في تقديري- ليس عيبا فيه بقدر ما هو عيب في منهجية تفكيرنا وطريقة تصورنا وتقييمنا. لقد جاء المقال بصورته ليكون كاشفا عن المأساة الفكرية التي تعاني منها التيارات المعاصرة، التي لا تقبل أن يخالفها أحد الرأي. لقد كنت أتمنى أن أجد من يخالفني في الرأي، ولكن بطريقة مهذبة خالية من الإسفاف، حتى نعلم شبابنا كيف يختلفون، وكيف أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. لكن للأسف لم أجد ذلك، وإنما وجدت من يتهمني بمغازلة الناصريين تارة، وبممالأة السلطة تارة أخرى، وكلها حيل أصحاب الحجج الواهية.. إذ لو كان لأحدهم حجة لنازل الرأي بالرأي والكلمة بالكلمة.
وما قلته قاله من قبل قادة كبار في الإخوان مثل فريد عبد الخالق، وهو يعد بعد الأستاذ التلمساني في المكانة، وقاله أ/احمد رائف، وقاله أحمد عادل كمال المؤرخ المعروف الذي كان مسئولا عن الجناح الخاص بالقاهرة الكبرى، وآخرين، ولكي تهدأ النفوس أحب أن أقول: إنني لم أتعود أن أكتب بقلمي كلمة لغير وجه الله تعالى، ولم أتعود أن أكتب غير ما يرضيه، وليس هناك كلمة واحدة في كتاباتي سطرتها مغازلة لأحد أو ممالأة، اللهم إلا أن تكون بيانا للحق، حتى وإن كرهه الكثيرون. ثم أين هؤلاء الناصريون الذين أغازلهم، لقد ولى زمانهم وانقضى، وما عادوا يملكون لأنفسهم شيئا فضلا عن أن يملكوا لغيرهم.
إنني كتبت هذه الكلمات شهادة للتاريخ، وتعليما للشباب ألا تدفعهم الخصومة مع أحد أن يغمطوه حقا من حقوقه.. ولا يدفعهم حب أحد لأن يعظموه ويقدسوه على حساب الحق.
بعد عودته من ألمانيا، ما مصير الدكتور عبد الآخر حماد في هيكلية الجماعة؟ هل سيناط به دوراً من بين المهام؟ أم أن هذا غير مسموح به؟
الشيخ عبد الآخر من العلماء والدعاة الكبار، وكان له باع كبير في تعليم وتربية الأخوة في الصعيد منذ السبعينات، وهو حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وليسانس الحقوق، ويحمل الدكتوراه في الشريعة. وكان له مسجد شهير بألمانيا يخطب ويدرس فيه حتى حضوره لمصر، وكان يتناوب الفتوى مع الشيخ أسامة حافظ على موقع الجماعة. والشيخ لا يقل مكانة عن أحد من مجلس شورى الجماعة، وهو أوسع مني علماً، ولو أراد أن يكون واحداً منهم لكان ذلك ميسوراً، ولكنه عزف عن المناصب التنظيمية، وكان يرضى أن يقوده تلميذ تلميذه في أسيوط وغيرها. حتى في السجون كان يزهد في أي موقع إداري، ليتفرغ بالكلية لتعليم العلم والدعوة والتربية، ولولا ضغوط الأخوة المتواصلة عليه بالخارج ما قبل أن يكون عضواً بمجلس شورى الجماعة.
فالشيخ عبد الآخر لا يحب المناصب أو الظهور، ولكنه يحب التفرغ الكامل لعشقه الأوحد: الدعوة والتربية وتعليم الناس.. وهو رجل متواضع، خفيض الصوت، لا يرى نفسه.. ويكره العنف. وقد حاول في الثمانينات تحويل مسار الجماعة بعيداً عن الصدام مع الدولة، لكن الظروف كانت أكبر منه، ولذا فقد كان من الطبيعي أن يكون من أوائل المؤيدين للمبادرة.
أما ماذا سيفعل في الأيام المقبلة؟ فالإجابة ستحدد في ظل المسموح والممنوع على دعاة الجماعة، وفي ظل المساحة المتاحة، وليس أمامه سوى الاستمرار في الفتيا والكتابة بالموقع، كما كان يفعل في ألمانيا.
الحكومة أوفت بعهدها للعائدين من الخارج
وماذا عن قيادات أخرى مازالت في الخارج؟ هل من جهود تبذلونها من أجل عودتهم؟
هذا الملف من أفضل الملفات التي أنجزتها المبادرة، لقد كان هناك مئات من الهاربين من الاعتقال من أبناء الجماعة في بلدان شتي مثل البوسنة وأفغانستان واليمن والسودان والسعودية ودول أوروبا. وكان يعيشون في قلق دائم وتوتر مستمر، وكانوا يريدون العودة لمصر بشرط ألا يحدث لهم مكروه أو يقدموا لمحاكمات أو يعذبوا. وبعد خروج الأخوة من السجون تم تعيين الشيخ (محمد يس) مسئولا ً عن هذا الملف الهام، ونجح في إعادة مئات الأخوة الهاربين إلي بيوتهم وأهلهم سالمين دون أن يصابوا بأذى أو يتعرضوا لمضايقات. منهم من قضي فترة بسيطة بالاعتقال دون محاكمة أو تعذيب، وبعضهم كان معرضا ً للقتل في بلادهم مثل البوسنة أو أفغانستان، وهؤلاء كان لهم عطاء عظيم في الجهاد الإسلامي بالبوسنة وأفغانستان والشيشان ونحوها.. ولهم بطولات خارقة ولكن لم يحن الوقت بعد لحكايتها، وهذه القصص تمثل جزءا ً بسيطا ًمن بذل وتضحيات وجهاد أخوة الجماعة في ميادين القتال الإسلامية، وبعضهم كان في هيئة أركان الحرب بالبوسنة، وبعضهم كان صديقا ً للرئيس علي عزت بيجو فيتش ومساعدا له في الحرب، وكان رحمه الله يعرف قيمة المقاتلين العرب وخاصة المصريين وبأسهم في القتال. ولا يعرف قيمة هذا الملف وما بذل فيه من جهد سوي هؤلاء الأخوة، ومن قبض عليه منهم قبل المبادرة.. فهؤلاء كان يقبض عليهم ليعودوا فيحدث لهم ما لا يخطر علي بال، ثم يقدمون لمحاكمات استثنائية مثل العائدون من ألبانيا، والعائدون من أفغانستان. وأحكامها إما الإعدام أو المؤبد، فضلا ً عن تركه أولاده وأسرته في البلاد.. وبعضهم ترك أسرته بأفغانستان ثم قامت الطائرات الأمريكية بدك منازلهم ليقتل أولاده جميعا ًمع زوجته فلا يبقي له في الحياة شيئا ً.. وهذا حدث مع أولاد المرحوم أحمد النجار.
وأود أن أنبه علي أمر هام أننا لا نسعى وراء أحد ليعود إلي مصر، ولا نطلب من أحد ذلك، ولكن الشيخ محمد يس يتحرك فقط لمن يريد العودة ويطلب منه صراحة، وبعد التوسط لدي الأجهزة المعنية يصارحه بأنه قد يعتقل لمدة شهر أو شهرين، حتى يأتي علي بصيرة من أمره.. فهو المستفيد في المقام الأول. والدليل علي ذلك أن هناك أخوة كثيرين ما زالوا في أوروبا وغيرها لم نفاتحهم يوما ً، ولم نفاتح الشيخ عبد الآخر في عودته إلا بعد أن طلب ذلك مرارا ً، بعد عودة زوجته وبناته لمصر ليلتحقوا بالجامعة، فوجد الشيخ أن حياته في ألمانيا بدون أسرته لا معنى لها وحينها طلب العودة. ومهما قلت في أهمية هذا الملف في جمع أسر هؤلاء بعد تمزق فلن أوفيه حقه.. وبعض الأولاد لم تكن لهم شهادات ميلاد ولا أوراق ثبوتية.. ولكن كل ذلك تيسر بعد مجهودات بذلها مخلصون وجنود مجهولون. ولا يقل الفرج الكبير الذي حدث لهؤلاء عن الفرج الكبير الذي حدث للمعتقلين في مصر.. وبعضهم عاد للعمل أو للزيارة في البلد الذي عاد منه.. فبعضهم متزوج من مسلمات أجنبيات خاصة من البوسنة وبعضهم له أعمال في ألمانيا.
ويعتبر د/ محمود طه وهو أستاذ في الكيمياء بألمانيا أول من تمت تسوية موقفه بطريقة مشرفة وآمنة.. وهو من قيادي الجماعة وأولاده حاصلون على الجنسية الألمانية.. وكلما نجحت حالة شجعت غيرها وهكذا.. وهو يزور ألمانيا مع أسرته بين الحين والآخر ثم يعود لمصر بلا مضايقات، وقد كان هؤلاء الأخوة لا يثقون في البداية بنية الحكومة المصرية ويخافون أن تغدر بهم بعد عودتهم .. فلما رأوا أنها تفي بعهدها مع العائدين تشجعوا واحدا وراء الآخر.. وكلما عاد واحد ورأى بنفسه التغيير الذي طرأ على تعامل الأمن المصري مع هذا الملف حكي لغيره وهكذا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ/ علي عبدالعال

سعد الدين ابراهيم ضحية المسافات بين أمريكا و مصر


سعد الدين إبراهيم ضحية المسافات بين أمريكا ومصر
الثلاثاء 05 اغسطس 2008م الساعة9:25:11 صباحاً بتوقيت جرنتش

جريدة السياسى تصدر فى فرنسا – الافتتاحية

وليد خليفة ـ باريس
زخات الدعاوي التي تتهاطل على المفكر المصري سعد الدين إبراهيم تشكل سابقة أولى في تاريخ علاقة المثقف بالسلطة في العالم ، فلم يسبق أن شهدت أروقة المحاكم في ظل أي سلطة في العالم كل هذا الكم من الدعاوي والضجيج حول كاتب أو معارض يتخذ الفكر والكتابة والدعاوي السلمية في مواجهة نظام بلده ، حتى في ظل أعتى الديكتاتوريات أو نقيضتها الديمقراطية لم يسبق أن استقبلت أروقة المحاكم دعاوي من مواطنين غيورين على أمن البلد والسلطة وسلامتهما مثلما استقبلت المحاكم المصرية منذ العام 2000 الدعاوي من مواطنين مصريين ضد هذا المفكر والمركز الذي يشرف عليه " مركز ابن خلدون " وتحت حجج مختلفة تبدأ من الإساءة إلى سمعة البلد وتنتهي بالتخوين وتحريض الأجنبي والدعوة إلى العصيان و الفساد والطائفية و.. كأن المصريين لا شغل لهم إلا ما يقوله سعد! ، وكأن السلطة في مصر في صراع مع الأمريكان ولا يشغلها عن حربها سوى سعد ومركزه ، منذ متى كان المواطن المصري مشغولا بالمثقف ؟ هل حرك محاولة اغتيال أديب نوبل المرحوم نجيب محفوظ الشارع المصري وأروقة محاكمه في مواجهة فقهاء الظلام الذين تسببوا في ذلك ؟ وهل تحرك أحدهم ضد اغتيال المفكر فرج فودة ؟ منذ متى كانت للكلمة كل هذا التأثير على الشارع المصري والعربي ؟ أم أن خلف الكواليس ما هو أكثر من واضح ؟
ليست هي المرة الأولى التي يحاكم فيها سعد الدين إبراهيم فقد سبق له أن قضى أكثر من عامين في السجن وبالتهم نفسها وتمت تبرئته بضغوط أمريكية ودولية وأما عن رحلة إبراهيم السياسية فقد بدأها المفكر في أروقة التنظيرات لصالح السلطة من خلاله ارتكازاته النظرية المعروفة على لازمته" تجسير الهوة بين المثقف والسلطة " التي نادى بها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي كرد على المد اليساري المنتشر في الأوساط الثقافية في العالم العربي ، لم يلبث أن انقلب على مرتكزه النظري بعد أن فقدت هي واليسارية مفاعيلهما فالتزم سعد بالليبرالية الجديدة وتجلياتها الأمريكية بعد سقوط جدار برلين وأسس مركز ابن خلدون في أواسط الثمانينات وحاول نشر أفكاره المتطابقة مع السياسة الأمريكية من خلال نشاطات المركز من محاضرات أسبوعية ومنشورات ولجان بحث وتقصي وإحصاء ولجان لمراقبة الصناديق الانتخابية فحدث الصدام بينه وبين الحزب الحاكم وبدرجات توتر اختلفت حسب المسافة الفاصلة بين مصالح ورؤى السلطة المصرية والمصالح والرؤى الأمريكية .
سعد المتنقل حاليا بين أسبانيا وقطر والولايات المتحدة يدرك تماما مساحة الملعب الذي يجري فيه المتبارزين المكلفين برفع الدعاوي ضده ويدرك بحكم التجربة والمعرفة النظرية أن الحلول لن تكون في حقائب المحامين ، الخصوم منهم والمدافعين ، ولا يملك قاضي الاستئناف ولا حتى قضاة محكمة النقض التي قال عنها سعد " أنها المحكمة الوحيدة المستقلة في مصر " الحلول وأستزاد سعد:"سأظل في الخارج إلى تنتهي درجة التقاضي وإن صدر حكم نهائي وبات من محكمة النقض بحبسي فسأعود إلى مصر ، أنا لست هاربا " ولكن المسألة ليست هنا أو هكذا ، يعرفها سعد كما الجميع فالمسافة الفاصلة بين وصول المعونة الأمريكية إلى الحكومة المصرية كاملة بلا نقصان هي التي تحدد عودة سعد وبراءته وما انتظاره وكلمات السفيرة الأمريكية في القاهرة "سكوبي" وتصريحات المدافعين والمناوئين إلا للاستهلاك الإعلامي والقضية تختصر في الابتزاز وأما حرية الرأي والتفكير والديمقراطية فهي آخر القضايا في دنيا العرب منذ الانقلاب الكارثي في العام 1952 .

المساعدات الأميركية واستقرار القرار الاقتصادي والسياسي المصري


مقدم الحلقة: مالك التريكي
ضيوف الحلقة:
بروفيسور مايكل هدسون: جامعة جورج تاون- واشنطن
أحمد السيد النجار: باحث اقتصادي- مركز الأهرام
تاريخ الحلقة:
05/09/2002



مالك التريكي: في أعقاب رفض الولايات المتحدة منح مصر مساعدات إضافية، تساؤلات حول دور المساعدات الأميركية في الاقتصاد المصري وحول أثرها في استقلالية القرار الوطني.
أهلاً بكم، ما أن خيم شبح الإفلاس على إمارة (جراند فانويك) الأوروبية الصغيرة حتى أعلنت الحرب على أميركا، وبما أن الإمارة الصغيرة لم تكن تأمل في انتصار بل في انهزام خاطف تعقبه مساعدات مالية أميركية فإن الجانبين اتفقا بعد الحرب على كل شيء إلا على حجم المساعدات، الإمارة تطالب بمبلغ مليون دولار فقط لأنه يفي بالحاجة، والولايات المتحدة تشترط -ويا للعجب- أن تكون مساعداتها أكبر من ذلك بكثير، هذه المساعدات غير الواقعية التي يصورها فيلم أميركي من الخمسينيات بعنوان "الفأر الذي زأر زئير الأسد"، تحتمل أحد مغزيين إما المغزى المقصود أي ما ذهب إليه المخرج من أن أميركا هي من طيبة القلب بحيث تغدق العطايا على الجميع، حتى لو كانوا من أعدائها السابقين، أو المغزى غير المقصود أي أن المساعدات هي أداة سياسية لتثبيت الأوضاع أو توجيه السياسات في الدولة المتلقية وذلك بما يخدم مصالح الدولة المانحة، وإلا ففيما الإصرار الأميركي على منح مساعدات أكبر بكثير مما يحتاجه البلد.
وليس يخفي هذه الأيام أي المغزيين هو الأكثر انطباقاً على حالة المساعدات الأميركية لمصر، خاصة منذ أن أعلنت واشنطن أو عللت واشنطن قرارها رفض منح القاهرة مساعدات إضافية بقيمة 130 مليون دولار باستياءها من قرار القضاء المصري تثبيت حكم السجن الصادر ضد الأكاديمي والناشط سعد الدين إبراهيم.
وبما أن هذه هي المرة الأولى منذ ربع قرن.. منذ ربع قرن التي تربط فيها واشنطن بين منح المساعدات أو منعها، وبين أوضاع حقوق الإنسان في مصر، فإن الرأي العام المصري قد هب في شبه إجماع على استنكار هذه السابقة التي عدت تدخلاً في شؤون السيادة يكاد يبلغ حد النيل من الكرامة.
وفي خضم هذه الهبة تجدد في مصر جدل قديم نسبياً حول المساعدات الأميركية ودورها في الاقتصاد المصري، هل تساهم التنمية أم تعوقها؟ وهل تخدم الأولويات المصرية أم الأولويات الأميركية؟ وهل يمكن لمصر أن تستمر في الحصول على المساعدات مع الاستمرار في الحفاظ على هامش من استقلالية القرار السياسي؟ وهل يمكن لمصر الاستغناء عن هذه المساعدات استغناءً نهائياً، لا سيما أن من الأكيد أن سيأتي اليوم الذي تقرر فيه واشنطن وقفها بالمرة؟
لاميس الحديدي تعرض في تقرير من القاهرة عناصر هذا الجدل حول قضية المساعدات الأميركية.
تقرير/لاميس الحديدي: ربع قرن من المعونات الأميركية لمصر وقرابة 25 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والعسكرية قدمتها واشنطن، ولا يزال الجدل قائماً حول حقيقة تلك المعونات وأهميتها للاقتصاد المصري، فمنذ توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 79 ومصر تحصل سنوياً على 850 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية ومليار و200 مليون أخرى من المساعدات العسكرية، يمول معظمها مشروعات للبنية الأساسية والخدمات الصحية والتعليم، إضافة إلى برنامج لاستيراد السلع التي استخدمته مصر في الماضي لاستيراد القمح.
غير أن تلك الأرقام قد بدأت في التراجع عام 99، مع تطبيق برنامج خفض المعونات الأميركي، والذي يخفض 5% من المعونة الاقتصادية سنوياً لتصل إلى نحو 400 مليون دولار عام 2001، فماذا قدمت المعونة الأميركية للاقتصاد المصري؟
عبد الفتاح الجبالي (رئيس الوحدة الاقتصادية بمركز الأهرام): الحقيقة جزء من المعونة توجه للبنية الأساسية ودا ساعد كثير في إصلاح البنية الأساسية في المجتمع المصري بالذات في مجالات الصرف الصحي، في مجالات بعض الإنشاءات المتعلقة بهذا المجال، العديد من القطاعات الأخرى استفادت بشكل أو بآخر من تدفق مثل هذه الأموال على الاقتصاد المصري.
لاميس الحديدي: الجهاز المركزي المصري للمحاسبات أكد في تقرير أخير أن مصر لم تستفد سوى من 66% من أموال المعونة المتاحة، أي قرابة 15 ملياراً فقط، ويرجع ذلك -كما يقول التقرير- إلى شروط أميركية في تنفيذ البرامج.
سعيد هجرس (مدير تحرير جريدة "العالم اليوم" الاقتصادية): مثلاً كان فيه حاجات خاصة بمرفق المياه والصرف الصحي، حاجات مرتبطة بأن مصر ترفع التعريفة بتاع استهلاك المياه، فيه أيضاً اتفاقات أخرى متعلقة لم تنفذ لأن الأميركان اشترطوا تسريح عمالة، والجانب المصري رفض، فيه أيضاً هتلاقي فيه أمثلة حتى بتبقى بالغة الفجاجة في بعض الأحيان زي مثلاً إنه جاء في إطار أحد هذه الاتفاقات قطيع من الأبقار جات من الولايات المتحدة الأميركية وثبت إنه مصاب باللوتينيا، وفضلت وزارة الزراعة تشتكي وتعلن بلا جدوى.
لاميس الحديدي: ويرفض الجانب الأميركي ذلك التقرير مؤكداً أن الولايات المتحدة كانت شريكاً أساسياً للتنمية في مصر ساهمت بموجبه المعونة بقوة في تحديث الاقتصاد المصري.
ويلارد بيرسون (مدير هيئة المعونة- مصر): هذا خطأ تماماً، فمن بين 25 مليار دولار قدمناها على مدار السنوات الماضية هناك 4% فقط أو أقل لم يتم إنفاقها وهي أموال تم رصدها لمشروعات ضخمة في البنية الأساسية، ولازالت تحت الإنشاء ولم تكتمل بعد، وبالتالي فإن قرابة الـ100% من المبالغ التي تم منحها أنفقت في مشروعات داخل مصر.
لاميس الحديدي: ذلك الجدل المحترم حول ما قدمته المعونة الأميركية لمصر على مر السنوات لا يتوقف عند حافة الدوائر السياسية والاقتصادية فحسب، بل يمتد عمقاً إلى رجل الشارع، فهل يشعر المواطن المصري البسيط بمليارات المعونة الأميركية؟
مواطن مصري1: لأ، مش حاسس، مش حاسس بالمعونة ولا عارف هي بتتوزع إزاي، ولا يتروح فين، ولا.. مش حاسس بيها بصراحة، أنا كمواطن مش حاسس بيها.
مواطن2: بالنسبة للتحكمات اللي هم عايزين يفرضوها علينا، وإحنا ما بنقبلهاش، فإذا ربطوها بتحكمات بتاعتهم دي، لأ نفرضها، ومش هتؤثر علينا، لأن حجم ميزانيتنا ما يتأثرش بـ2 مليار دولار.
مواطن3: لازم يبقى فيه تنازلات، لازم يبقى فيه ضغط عليها عشانها، لازم بيبقى فيه كلام خاص بقضايا خاصة بالمسلمين وبالعرب زي العراق وزي السودان وزي الصومال وزي أفغانستان، دوائر كثير جداً للمسلمين في مقابل إن إحنا بنسكت في.. زي دول ثانية زي مثلاً اللي بيحصل في الشيشان، زي اللي بيحصل.. كان بيحصل في البوسنة والهرسك، كل دا إحنا ساكتين.. ساكتين.. ساكتين، عشان أيه؟ لأ كل دا مش عايزينه.
لاميس الحديدي: ولم يبتعد المواطن المصري في ذلك كثيراً عن الحقيقة، فقد جاء رفض واشنطن مؤخراً لأية معونات إضافية اعتراضاً على الحكم في قضية دكتور سعد الدين إبراهيم إعلاناً صريحاً باستخدام المعونة كورقة ضغط سياسية في أوقات الخلاف.
سعيد هجرس: هذه المعونة مرتبطة بشيء رئيسي ألا وهو إنه تبقى المصالح المصرية والمصالح الأميركية هناك التقاء بينهم، طيب ماذا يحدث عندما يكون هذا.. عندما تكون هذه المصالح متناقضة مثلما هو الآن، ومثلما هي مرشحة لأن تكون، وهذا خطر المعونة الأميركية، إنها بتعمق الاعتماد في الغذاء على القمح الأميركي وفي السلاح على السلاح الأميركي.
لاميس الحديدي: وفبما لا تمثل المعونة الأميركية الآن سوى 2% فقط من الناتج القومي الإجمالي، فإن الأصوات تتعالى لمحاولة التخلص من عبئها الاقتصادي.
عبد الفتاح الجبالي: جوهر القضية هنا هو كيف يمكن تعظيم الطاقة الادخارية للمجتمع المصري، وهنا مجالات عديدة لأني أعتقد أن الاقتصاد المصري لديه طاقات كامنة.. طاقات ادخارية كامنة كبيرة تستطيع أن تساعد كثيراً في إحداث طفرة ما فيما يتعلق بالادخار المحلي في المجتمع بشكل عام.
لاميس الحديدي: ورغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية المصرية، وانخفاض موارد مصر من النقد الأجنبي إلا أن التدرج في التخلص من إدمان الاعتماد على المعونة الأميركية وغيرها من المعونات قد أضحت ضرورة قومية لا مفر منها، لتحقيق استقلال القرار الاقتصادي والسياسي المصري.
الرؤية الأميركية لجدوى المساعدات الأميركيةوأثرها التنموي على الاقتصاد المصري
مالك التريكي: هنالك اختلاف في الرأي إذن بين مصر والولايات المتحدة حول تقييم جدوى المساعدات الأميركية وأثرها التنموي في الاقتصاد المصري، حيث تبين أحدث دراسة مصرية أن مصر لم تستفد إلا من حوالي ثلثي أموال المعونة الأميركية وذلك بسبب كثرة الشروط الأميركية المتعلقة بتنفيذ المشاريع التي رصدت لها.. لها هذه المساعدات لبحث قضية المساعدات الأميركية لمصر من وجهة النظر الأميركية معنا من واشنطن الدكتور مايكل هدسون (أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون).
دكتور هدسون، أحدث دراسة أميركية في مجال المساعدات الأميركية تقول إن مصر لم تستفد طيلة ربع القرن الماضي إلا من حوالي ثلثي المعونة، لماذا تستأثر أميركا بحوالي ثلث المعونة التي تقدمها لمصر، علماً أنها تخدم مصالحها السياسية بتقديم هذه المعونة كيف تجمع بين الاستفادتين، الاستفادة السياسية والاقتصادية؟
د.مايكل هدسون: طبعاً المصلحة الأميركية بالنسبة لمساعدات خارجية نحو مصر وأي من بلدان في عالم.. عالم نامية، إنه مصالح أمنية أميركية، وطبعاً في مصر المساعدات كبيرة، كان يعني نتيجة من المعاهدة مصر وإسرائيل، وسبب منحها لمساعدات اقتصادية وعسكرية لمصر كان فعلاً يعني الأمن إسرائيل وبعدين أمن مصر، وبعدين على مستوى فعلاً يمكن التنمية الاقتصادية ومن هذا إنه شو.. يعني من ناحية من وجهة نظر أميركا إنه شو سياسات مصرية خارجية وداخلية والآن طبعاً بعد المحكمة ومشكلة دكتور سعد الدين إبراهيم كان فيه أصوات في الرأي العام في أميركا، وخاصة عند العناصر يعني شو بنقول المتطرفة العناصر اللي يسيطروا...
مالك التريكي [مقاطعاً]: دكتور.. دكتور هدسون أسف.. أسف على المقاطعة دكتور هدسون دكتور هدسون أسف على المقاطعة، دكتور هدسون قبل.. قبل الدخول في هذه المسألة ذكرت أن السبب الأساسي لتقديم المعونة الأميركية إلى.. إلى مصر هو توقيع معاهدة السلام مع.. مع إسرائيل، ولذلك فالمعونة تنقسم إلى قسمين، قسم عسكري وقسم اقتصادي، المبدأ الذي قامت عليه المعونة لا يزال قائماً، أي أنه معاهدة ال0سلام لا تزال سارية المفعول بين إسرائيل ومصر، ولذلك فالمساعدات العسكرية قائمة، بالنسبة للمساعدات الاقتصادية أميركا نفسها أرادت أن تساعد على تحرير الاقتصاد المصري وتعويض مصر عن فقدان المساعدات العربية، هي التزمت بذلك، لكنها تفرض أولويات ليست في مصلحة الاقتصاد المصري هنا، هنالك ضرر للاقتصاد المصري عندما تفرض أولوياتها.
د.مايكل هدسون: مضبوط، هذا صحيح، لأنه يعني بصراحة السياسة الأميركية يعني متناقضة بين على الجانب الواحد التنمية في مصر، وخاصة أن وأنه فاكرين هلا في علاقة بين الاستقرار الاجتماعية والاقتصادية والوجود عناصر متطرفية والإرهابية إلى آخره، ولكن مصر في.. في وجهة نظر في الدوائر إدارة (بوش) بيقولوا إنه مصر يعني ما ساعدنا يعني كافية، السلام بين إسرائيل ومصر سلام بارد، وبعد الحوادث 11 أيلول كنا يعني نلاحظ على النقد يعني قوي جداً في صحافة مصرية ضد أميركا، وبعدين المواطن العادي في أميركا بيسأل لماذا يعني نعطي مساعدات اقتصادية لمصر؟ وبعدين عندهم فكرة يمكن مضبوط ويمكن مش مضبوط إنه عندهم في مصر نظام يعني فساد وغير يعني.. inefficient
مالك التريكي: غير ناجع
د.مايكل هدسون: وبيقولوا لماذا نعطي الفلوس لنظام سلطوي وفسادي.
مالك التريكي: هذه المسألة حديثة نسبياً -دكتور هدسون- لأنه منذ ثلاثة أعوام.. منذ عام 99 بدأت خطة أميركية لخفض المساعدات إلى مصر وإلى إسرائيل بنسبة 5% كل عام، على مدى عشرة أعوام، بحيث تبلغ المساعدة الاقتصادية في عام 2008 مجرد أربعمائة وخمسة عشرة مليون دولار بالنسبة.. بالنسبة لمصر، لكن المساعدات العسكرية بالنسبة لإسرائيل سترتفع، بحيث تكون عام 2008 تقريباً ضعف ما تحصل عليه.. عليه مصر، ألا يثير ذلك أي.. موجة في الرأي العام الأميركي؟
د.مايكل هدسون: طبعاً.. طبعاً، يعني في.. في علاقة خاصة بين إسرائيل وأميركا، هذا مفهوم، وفي دوائر المجلس النواب خاصة، وفي دوائر الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري، وعند المجموعات الضغط الصهيوني طبعاً الأولوية الأهم أمن إسرائيل، ومن هذا طبعاً يعني نعطي مساعدات عسكرية لإسرائيل، وطبعاً يعني يزيد، بس بالنسبة للعرب، و منهم يعني مصر والسعودية والأردن فيه تغيرات في الرأي العام في أميركا، وخاصة بعد 11 أيلول إنه العالم العربي والعالم الإسلامي يعني ما يحبونا، وهم يعني مصدر مشاكلنا الإرهابية، إلى آخره.. ومن هذا يعني كان ينزل المساعدات لمصر، وطبعاً شوية يعني لإسرائيل فعلاً، بس مش في المجال.. المجال العسكري...
مالك التريكي [مقاطعاً]: لكن.. لكن المساعدات.. لكن المساعدات لمصر دكتور هدسون أصبحت مرتبطة ولأول مرة منذ ربع قرن بضغط علني من أجل.. من أجل قضية في هذه الحالة تتعلق بوضع من أوضاع حقوق الإنسان، الأمر لا.. لا يجري ما يوازيه مع.. مع إسرائيل، والسؤال في مصر الآن هو إذا كانت هذه المساعدات لا تساعد فعلياً على التنمية في.. في مصر، رقم بسيط هو أن الفائض التجاري الأميركي مع مصر الآن.. الفائض التراكمي يتجاوز أربعين مليار، وما حصلت عليه مصر منذ ربع قرن لا يتجاوز 52 مليار، فواضح من هو المستفيد حتى اقتصادياً، لماذا تحاول أميركا استعمال هذا.. هذا.. هذه الأداة، أي المساعدات كأداة ضغط سياسي؟ هي لا تقدم مساعدات في آخر الأمر.
د.مايكل هدسون: يعني النقطة الأساسية إنه أسباب ومصادر سياسات.. مساعدات أميركية نحو العالم الثالث، ومصر ما بأعرف شو، هنا المصالح استراتيجية أمنية أميركية، ومع الأسف ما نشوف يعني تمسك يعني في السياسة الأميركية، بالعكس يعني عدم تمسك، ما في يعني (....)، ومضبوط إنه.. نعم.. نعم.
مالك التريكي: دكتور مايكل هدسون (أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون بواشنطن)، لك جزيل الشكر.
منذ أن بدأت الولايات المتحدة قبل ثلاثة أعوام في الخفض التدريجي للمعونة الاقتصادية لمصر، والخطاب الرسمي في القاهرة يشير إلى وجود قناعة بضرورة توقف المساعدات ذات يوم، وبوجوب الاعتماد على المارد الذاتية في تحقيق التنمية الوطنية.
بعد الفاصل: نظرة في الاحتمالات في حال توقف المساعدات.
[فاصل إعلاني]
الموقف المصري من المساعدات واحتمالات توقفها
مالك التريكي: رغم أن المساعدات الاقتصادية تؤدي بوجه عام إلى وقوع الدولة المتلقية للمعونة في القبضة السياسية والاقتصادية للدولة المانحة، فإن كثيراً من المراقبين يرون أن مصر نجحت نسبياً في الاحتفاظ بهامش من الاستقلالية تجاه السياسات الأميركية في المنطقة، وقد اتسع هذا الهامش في بعض.. في بعض الحالات إلى حد الاعتراض الواضح على توجهات واشنطن، مثلما هو حاصل على ما يبدو في قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، أو في الموقف من العراق، أو في الموقف من عملية السلام في السودان، معنا من القاهرة لبحث قضية عملية المساعدات الأميركية من وجهة النظر المصرية الأستاذ أحمد السيد النجار (الباحث الاقتصادي، والمشرف على إصدار وتحرير التقرير السنوي للاتجاهات الاقتصادية والاستراتيجية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية).
أستاذ النجار، هنالك شبه اتفاق بين كثير من المراقبين على أن مصر نجحت نسبياً خلال فترة السنوات والخمس والعشرين الماضية في الحفاظ على هامش من الاستقلالية السياسية تجاه سياسات واشنطن، رغم ربع قرن من المساعدات الاقتصادية و.. والعسكرية، إذا كان الأمر كذلك، أليس من قبيل التسرع العاطفي نوعاً ما الآن في أعقاب قضية الدكتور سعد الدين إبراهيم الدعوة إلى الاستغناء عن المساعدات على الفور؟ أليس هذا نوع من التسرع؟
أحمد السيد النجار: في الحقيقة مسألة التسرع من عدمه دي مرتبطة بمسألة هل هناك قرار أو موقف حكومي في هذا الصدد أم لا، أما أن تدعو الجماعة البحثية أو النخبة السياسية الثقافية بصفة عامة إلى تقليص أو الاستغناء عن المساعدات الأميركية، فهذا أمر له علاقة بمسألة مكانة مصر كدولة إقليمية قائدة، وأيضاً فكرة الاستمرار في الاعتماد على مساعدات أجنبية لم تعد حتى لها أهمية كبيرة في الوقت الحالي، بالقياس لحجم الناتج المحلي الإجمالي لمصر، يعني الناتج المحلي الإجمالي لمصر 98.3 مليار دولار سنة 2000 وفقاً لأحدث تقرير للبنك الدولي، المساعدات إجمالاً أقل من حوالي 0.8% من.. بالنسبة للمساعدات الاقتصادية من الناتج المحلي الإجمالي لمصر.
لن تكون في الحقيقة لها تأثير جدي على.. جدي على الاقتصاد المصري، بالعكس هي في الحقيقة أثَّرت بشكل أو بآخر من ناحية.. بشكل سلبي على الاقتصاد والمصري، بمعنى تكريس فكرة أن هناك طرف أجنبي أو هناك طرف خارجي يمكن أن نتلقى منه بعض المساعدة، هذا قلل من حوافز الدعوة للاعتماد على الذات، حفز الادخار المحلي لبناء أو تمويل التنمية في مصر، وهذا أمر ضروري للغاية كدولة قائدة في المنطقة، لا يليق بها أن تستمر بالفعل في..
مالك التريكي [مقاطعاً]: هل..، أستاذ النجار، هل.. عفواً على المقاطعة، لأن أنت ذكرت نقطة تستدعي توضيحاً، هل ثبت حسب الدراسات أن هنالك مثلما يقال علاقة تناسب عكسي بين المعونة الأجنبية وبين الادخار الوطني؟
أحمد السيد النجار: في الحقيقة الادخار المحلي في مصر هو واحد من أدنى مستويات الادخار في العالم، يعني بتراوح بين 14% من الناتج المحلي الإجمالي و16%، المعدل العالمي 23%، المعدل بيصل في بعض البلدان زي الصين لأكثر من 40%، سنغافورة 52%، بلدان عموماً شرق أسيا، اللي هي الاقتصادات سريعة النمو كلها فوق الـ 30 أو 35%، فمصر بالفعل إذا أرادت أن تتحرك باتجاه درب النمو السريع عليها أن تكثف بالفعل حملة حكومية، وحملة لتغيير الثقافة العامة في مصر باتجاه رفع أو تعزيز قيمة الادخار، رفع.. بحيث يؤدي ذلك إلى رفع الادخار المحلي لمصر بشكل قوي.. الادخار المحلي الإجمالي لمصر كان في وقت من.. من الأوقات أعلى من هذا المعدل في الستينات، في الخمسينات، لكنه عامة في الحقيقة يجب التنويه إنه لم يكن مرتفعاً بشكل كبير، يعني عادة كانب الفعل حتى لو كان أعلى من 16% لكنه في الحقيقة منخفض بالمناسبة.. بالنسبة للمعدل العالمي، لأن مصر دائماً كان هناك طرف أجنبي، سواءً كان الاتحاد السوفيتي في وقت.. في وقت من الأوقات، أو الولايات المتحدة الأميركية حالياً، أو الاتحاد الأوروبي بيقدم مساعدة خارجية، أو حتى بعض البلدان العربية في بعض السنوات.
مالك التريكي: لكن في خضم الاستنكار الحالي لمحاولة واشنطن استخدام المساعدات كأداة ضغط وتدخل في شؤون سيادية تخص مصر، هنالك نسيان أو تجاهل نوعاً ما لإيجابيات هذه المساعدات، إذ ليس من المعقول أن تكون هذه المساعدات كلها سلبية، هنالك إنجازات تحققت في أرض الواقع وبنى تحتية تم تطويرها وبناء للمدارس وبعثات دراسية، ألا يجدر التذكير بأن هذه المساعدات كان لها دور إيجابي أيضاً؟
أحمد السيد النجار: في الحقيقة علينا أن.. إن حتى نحدد مدى إيجابية هذا الدور أن نرى بشكل موجز وسريع المساعدات الاقتصادية حوالي 24.7 مليار دولار من وقت أن بدأت حتى الآن، هذه المساعدات الاقتصادية رُدَّ منها حوالي 10.6 مليار دولار فوراً للولايات المتحدة في صورة للجزء الخاص ببرنامج الاستيراد السلعي، و برنامج المعونات الغذائية بالمناسبة برنامج المعونات الغذائية كان دائماً هناك شكوى من المصريين بالنسبة لمسألة المواصفات الخاصة بالسلع الأميركية، يعني أحياناً القمح الأميركي بيبقى مصاب.. مصاب بالصدأ الأحمر، في مرة من المرات ورد لمصر حيوانات مصابة بأمراض خطيرة، في حين أن التقارير الأميركية كانت تشير إنها خالية من الأمراض، على أي الأحوال يعني هذه أموال ردت مباشرة للولايات المتحدة الأميركية.
هناك برنامج خاص بتمويل بعض المشروعات في مصر شريطة أن تقوم بتنفيذها شركات أميركية، أن تستخدم خبراء أميركيين، أيضاً أن يتم استيراد كل المعدات اللازمة لها من خلال.. من الولايات المتحدة الأميركية، فالجانب الأعظم في الحقيقة من الأموال عادت مرة أخرى إلى الولايات المتحدة الأميركية.. حضرت ذكرت في..
مالك التريكي [مقاطعاً]: أستاذ.. أستاذ نجار، آسف.. آسف على المقاطعة.. على المقاطعة هذه مسألة طبعاً معروفة، وقد سألنا فيها الأميركي في نوع.. في نوع من الاستفسار، لكن معروف المساعدات تأتي مرتبطة بشروط و.. وبضغوط، ومن يقبل المساعدات يقبل نوعاً ما الخضوع لهذه الشروط أو الضغوط في بعض.. في بعض الأحيان، وهذا لا يقتصر على أميركا فقط كدولة مانحة.. هنالك مشكلة هيكلية في.. في الاقتصاد المصري، في مؤتمر شرم الشيخ الأخير للدول المانحة، الجهات المانحة نفسها أشارت إلى أن السلطات المصري غير قادرة على إدارة ما لديها الآن من منح وقروض، وقالت إذا كان ما.. ما هو موجد لديكم منذ عشر سنوات لم تستطيعوا إداراته، فلماذا تطلبوا أموالاً إضافية؟
أحمد السيد النجار: أحياناً هذه المشكلة ربما يكون في جانب منها من مسؤولية الجانب المصري، لكن أيضاً في جانب بالنسبة للمساعدات الأميركية مسؤولية الجانب الأميركي، على اعتبار أنه يتحكم في الكثير من الأشياء التي تحدد هي بالفعل يمكن استخدام أو توظيف المنح أن لا، بمعنى أنه حتى الآن في الحقيقة ثلثين المساعدات هي التي.. هو ما تم استخدامه بالفعل، يعني هناك ثلث معطل.. معطل بالفعل من المساعدات خلال.. منذ بدء المساعدات حتى الآن، جانب منها بالفعل مسؤولية مصرية، لكن الجانب الأكبر مسؤولية أميركية في ظل التحكم الأميركي في مسألة الكثير من الاختيارات والمواصفات الخاصة بالسلع والمشروعات التي ستتم من خلال المساعدات.
هي في الحقيقة مساعدة مربوطة، ما نسميها مساعدات مربوطة، بمعنى لا تعطى لمصر كأموال تتحكم فيها في استخدامها أو توظيفها لتحقيق التنمية في مصر وفق أولويات المخطط المصري، هي مساعدات مربوطة، إما مشروعات.. إما لاستيراد سلعي أو تدريب أو غيره، وبيتم استخدام الأميركيين فيه، وبالتالي جزء منها عندما يتم تعطيله بالفعل أو لا يتم توظيفه يعود إلى الجهة المانحة، رغم الإقرار بأن الجانب المصري أيضاً مسؤول عن جانب من تعطيل جزء من الاستخدامات بالنسبة للمنح الأميركية.
مالك التريكي: إذا تم الأخذ بمبدأ معاملة الند للند كبديل ومبدأ.. مبدأ أو شعار التجارة لا.. لا المعونة، أي “Trade not Aid”حسب العبارة الإنجليزية، المناخ الاستثماري في.. في.. في مصر لا يشجع المستثمرين الأجانب، والاستثمارات الأميركية محدودة جداً في.. في.. في مصر، هنالك مشاكل في قوانين المناقصات، في قوانين الشركات، في مستوى توفير المعلومات، هل هذه إصلاحات يمكن التباطؤ فيها؟
أحمد السيد النجار: بداية أنا يعني لا.. يعني غير متفق مع مسألة إن المناخ مش ملائم، المناخ.. هناك في الحقيقة نوع من المبالغة في الكرم تجاه كل الاستثمارات، سواءً كانت عربية أو أجنبية في مصر، سواءً فيما يتعلق بالإعفاءات، وأيضاً الكثير من التفضيلات بالنسبة للمستثمرين الأجانب.. إذا كانت هناك بعض المشاكل خاصة بالاقتصاد المصري في الوقت الحالي هي ربما تمس أمور أخرى، ولكن لا تمس مصالح المستثمرين الأجانب، ربما يكون هناك موقف أكثر منه اقتصادي هو موقف سياسي فيما يتعلق بمسألة ضخ استثمارات كبيرة إلى مصر يعني بالفعل مصر سوق كبير، مصر تتوافر فيها العمالة. بمختلف مستوياتها المهارية، لديها إعفاءات هائلة، تقريباً تكاد تكون الأفضل فيا لعالم بالنسبة لمسألة المناطق الجديدة 20 سنة إعفاء ضريبي، المدن الصناعية اللي هي قائمة من فترة طويلة حوالي 10 سنوات، الوادي والدلتا فيه 5 سنوات.. إعفاءات لأي مشروعات في بداية تكوينها، فالمسألة فيها جانب سياسي في الحقيقة فيما يتعلق بمسألة الاستثمارات.. التدفق للاستثمارات الأجنبية إلى مصر. أما الجوانب الأخرى.. نعم..
مالك التريكي [مقاطعاً]: الأستاذ.. الأستاذ أحمد السيد النجار.. الأستاذ أحمد السيد النجار، لقد أدركنا، الوقت، آسف على المقاطعة الأستاذ أحمد السيد النجار (الباحث الاقتصادي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية من القاهرة) لك جزيل الشكر.
وبهذا سيداتي سادتي تبلغ حلقة اليوم من (قضايا الساعة) تمامها. دمتم في أمان الله.
المصدر:الجزيرة



أعدها للنشر : أحمد شعبان - باحث سياسى

عنوان الحقيقة فى قضية ابراهيم عيسى - د/ سعد الدين ابراهيم


أبريل 08
دأبنا في مصر على ترديد أقوال مأثورة، دون توقف دوري لإعادة فحصها، والتأكد من درجة صدقيتها. ومن تلك الأقوال في التراث القانوني المصري "أن حُكم المحكمة هو عنوان الحقيقة". ولا بد أن هذا القول المأثور كان قد صدر في العصر الليبرالي المصري الحديث، الذي كان القضاء المصري فيه مستقلاً، تتوّجه محكمة عليا واحدة، هي "محكمة النقض والإبرام"، التي تأسست عام 1923، مُكملة للدستور، الذي صدر في نفس العام. وكما لم تشهد مصر، منذ ذلك الحين دستوراً في شموخ دستور 1923 على كثرة ما رأت من دساتير، فكذلك لم تشهد مصر منذ ذلك الحين قضاءً بنفس درجة الاستقلال التي كان عليها في ذلك العصر الليبرالي المجيد. ولعل جهاد "نادي القضاة" في مصر، خلال العقود الخمسة الماضية لاستعادة هذه الاستقلالية، هو أبلغ دليل على ما لحق بالقضاء من انتهاك وامتهان. فقد تغوّلت عليه السلطة التنفيذية. وفي داخل هذه الأخيرة، تغوّلت مؤسسة الرئاسة… فأصبحت في الواقع تهيمن على كل السلطات. إن هذه الخلاصة ليست استنتاجاً لهذا الكاتب، ولا هي اجتهاداً منه. ولكنها عبارات مقتبسة من حكم شهير لمحكمة النقض، صدر في 18/3/2003، برئاسة المستشار فتحي خليفة، رئيس محكمة النقض وقتها، ومعه ثمانية مستشارين آخرين، من أقدم نواب نفس المحكمة، في قضية مركز ابن خلدون.إن دافع الإشارة إلى هذا الحكم الشهير في قضية شهيرة، سأعود إليها لاحقاً، هو صدور حكم من أحد محاكم الجنح، مؤخراً، بحبس الصحفي المصري اللامع، إبراهيم عيسى، رئيس تحرير جريدة الدستور القاهرية، لمدة ستة شهور، بإدانته في تهمة نشر أخبار عن "صحة رئيس جمهورية مصر العربية، كان من شأنها الإضرار أو التهديد بإضرار الاقتصاد المصري". ولقراء هذا المقال من خارج مصر، لا بد من التذكير بالسياق وخلفية نشر صحيفة الدستور لخبر عن "إشاعات انتشرت فجأة في الشارع المصري، عن مرض الرئيس حسني مبارك"، في مثل هذا الوقت من عام 2007. والسبب في انتشار الإشاعة وقتها، هو انقطاع صحف الدولة الرسمية (الأهرام والأخبار والجمهورية وروزاليوسف) عن نشر صور الرئيس وأخباره لعدة أيام متوالية. وهي نفس الصحف التي تعودت على نشر أخبار الرئيس وصوره يومياً، خلال الست وعشرين سنة السابقة أي ما يقرب من عشرة آلاف يوم! وكل ما فعلته صحيفة الدستور، وتبعتها صحف مستقلة أخرى، هي أنها تساءلت عن صحة ما يشاع وقتها بين الناس في مصر المحروسة، وطالبت الصحيفة المتحدث الرسمي برئاسة الجمهورية، أو وزير الصحة، بإصدار بيان عن "صحة الرئيس"، يتبين منه الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لتبديد الإشاعة، أو تأكيد الخبر.وفي أي بلد متحضر، يحرص كبار المسئولين على إصدار مثل هذه البيانات عن حالتهم الصحية، وذمتهم المالية، دورياً فهم يعتبرون ذلك حقاً مشروعاً للرأي العام في بلدانهم. وبالتالي فهي مسئوليتهم في إعلام الناس. ويبدو أن إبراهيم عيسى كان "يظن"، أو لعله كان "يتمنى" أن تكون مصر بلداً متحضراً مثل بقية البلدان، التي يحرص مسئولوها على احترام هذا التقليد. وإن كان لإبراهيم عيسى من خطأ في هذا الشأن، فهو ذلك "الظن" (وبعض الظن إثم)، أو هذا "التمني"، (وبعض التمني أحلام يقظة). ولعل القاضي الذي أدان إبراهيم عيسى، وحكم بسجنه ستة شهور مع الشغل والغرامة، أراد على الطريقة الصينية الشمولية، أن يُصلح تفكير إبراهيم عيسى. والطريقة الصينية، والتي تعرف في أدبيات السجون باسم "إصلاح الفكر" (Thought Reform )، هي جعل الشخص المراد إصلاح فكره، يردد نفس العبارة عن خطأه وذنبه مئات المرات يومياً. ولا يحصل على مأكل، أو مشرب، أو نوم، إلا بانصياعه، وترديده بأنه كان مخطأ، في هذا أو ذاك. وطبعاً في حالة إبراهيم عيسى ستكون العبارة "كنت أظن"، أو "كنت أتمنى أن مصر بلد متحضر، مسئولوه بشر، يحيون، ويمرضون، ويموتون".وقد استوحى الصينيون هذه الطريقة في "التعذيب" أو "إصلاح الفكر" من مصدرين، أحدهما صيني قديم، والثاني، أدبي حديث. أما المصدر الصيني التقليدي فهو التعذيب بالتنقيط المائي ـ حيث يتم تثبيت أو تقييد من يراد تعذيبه أو إصلاح فكره، في نفس المكان، وإسقاط "نقطة ماء" على رأسه من ارتفاع مترين أو ثلاثة، تباعاً، لساعات أو أيام. ولا يتوقف هذا التنقيط، إلا بعد التأكد من إصلاح فكر السجين، أو اعتراف المتهم "بجرائمه"! ومن يتصور أن "نقطة ماء" تسقط على الرأس، لا ضرر منها ولا ضرار، فهو واهم. حيث أنها من أشد وسائل التعذيب قسوة. ورغم أنه لا ينتج عنها إسالة دماء، أو تكسير ضلوع، أو خلع أظافر، أو صدمات كهربائية. إلا أنها يمكن أن تصيب من يتعرض لها بالجنون. أما المصدر الأدبي الحديث للطريقة الصينية في إصلاح الفكر، فهي مستوحاة من رواية "جورج أرويل" (George Orwell ) الشهيرة: "1984"، والتي يحكي فيها هذا الكاتب الإنجليزي قصة مجتمع شمولي، يكون الرئيس، أو الزعيم، أو الأخ الأكبر (Big Brother )، حاضراً، رقيباً، وحسيباً، مع كل مواطن، كل الوقت، يحصي عليه ريحاته وجيئاته، ومشاعره وأفكاره، لتنبيهه أولاً بأول عن أي انحراف عن الصراط المستقيم، الذي هو الفكر السليم والشعور القويم، كما يقرره "الأخ الأكبر"، والذي هو تجسيم للأيديولوجية وللحزب وللسلطة، وهو الذي يمنح ويمنع، ويُبقي ويُميت. وبعد فترة من هذه الممارسة، يتحول كل إنسان إلى رقيب ذاتي، وحسيب ذاتي. وكذلك يصبح رقيباً وحسيباً على الآخرين من حوله. أي يتحول كل إنسان إلى "أخ أكبر" (Big Brother )، ومخبر. وهذا هو ما يطلق عليه علماء النفس الاجتماعي مصطلح "غسيل المخ" (Brain Washing ). لأن ضحاياه يصدقون ما يرددون آلياً. كتب جورج أرويل هذه الرواية عام 1948، بعد زيارة للاتحاد السوفييتي، شاهد فيها بنفسه، وسمع عما يحدث للناس في ظل شيوعية جوزيف ستالين. ورغم أنه كان اشتراكياً مثالياً معظم سنوات حياته، إلا أن ما رآه من مسخ وخسف وطمس لنفوس البشر باسم "الطوباوية الماركسية"، و"مجتمع العدالة والمساواة"، أرّق هذا الكاتب المرهف، التي كانت "الحرية" بالنسبة له أغلى القيم الإنسانية على الإطلاق. وتصور أرويل أن انتصار الستالينية خلال العقود الثلاثة التالية، أي مع عام 1984، يمكن أن يمسخ الفرد والمجتمع والإنسانية إلى مخلوقات وكيانات ميكانيكية، لا حول لها ولا طعم ولا شخصية، ولا إرادة. ولكن لحسن حظ البشرية أنه قبل اكتمال العقد الرابع على رواية جورج أرويل، كان الاتحاد السوفييتي نفسه في خبر "كان". ومع ذلك فإن مجموعة أخرى من بلدان العالم الثالث ـ من كوريا الشمالية، إلى زيمبابوي، إلى كوبا، إلى سوريا واليمن وليبيا، إلى مصر المحروسة، قد اُبتليت "بأخوة كبار" من النوع الذي حذرنا منه جورج أرويل نسيت أن أذكر أن "الأخ الكبير" في 1984 لا يمرض! ولا يموت!ويبدو أن إبراهيم عيسى قد فاته أن في مصر "أخ كبير"، لا يمرض. بل إن إبراهيم عيسى توهم منذ عدة سنوات أن هذا "الأخ الكبير" يمكن أن يموت، فكتب رواية بهذا العنوان، وهي "موت الرجل الكبير". ولكن لحسن حظ المصريين فإن العين الساهرة "للأخ الكبير" صادرت الرواية، وبذلك وأدت الفتنة في مهدها ـ عملاً بقول مأثور آخر، "نرضى بحاكم غشوم، خوفاً من فتنة قد تدوم". لقد صادر الأخ الكبير رواية "موت الرجل الكبير" منذ عدة سنوات. وها هو الأخ الكبير، يحكم عليه الآن بمصادرة حريته، بسبب تشككه في "صحة الرجل الكبير". فهل ما زال صحيحاً أن "الحكم هو عنوان الحقيقة؟"، رغم ما قالته محكمة النقض منذ خمس سنوات في قضية رأي مماثلة، كانت محاكم أخرى سابقة قد حكمت بسجن صاحب هذا الرأي الحر، منذ ثمان سنوات. والسؤال: ألا يغير البشر عناوينهم؟، فهل يا ترى تغيّر الحقيقة أيضاً عنوانها؟، وخاصة حينما يتقمص "الأخ الكبير" شخص قاض صغير"؟. إن الله وحده أعلم بالإجابة.

لماذا يلاحق سعد الدين ابراهيم قضائيا

عودة مديرمركز ابن خلدون من تركيا



عاد إلى أرض الوطن المهندس / احمد رزق - مدير عام مركز ابن خلدون بعد مشاركته فى مؤتمر التجهيز قمة الدول الثمانى فى تركيا ومن الجدير بالذكر أنه قابل على هامش فعاليات المؤتمر الدكتور / سعد الدين ابراهيم - عالم الاجتماع السياسى لتدارس كيفية الرد على الحكم السياسى الجائر منذ أيام .


يذكر أنه يتم الاستعداد لعقد مؤتم صحفى دولى للاعلان عن الخطوات التى سيتخذها محاموا الدكتور/ سعد الدين ابراهيم ، وسيعلن عن المؤتمر خلال الايام القادمة .
مصدر اعلامى بالمركز

مصر وواشنطن وقضية سعد الدين إبراهيم بقلم: غراهام فولر*

ظهرت توترات في العلاقة بين واشنطن والقاهرة مؤخرا لتزيد من أزمة إدارة الرئيس بوش في المنطقة بعد تدهور العلاقات بين واشنطن والسعودية. وهناك أسباب عدة لهذه التوترات آخرها قضية الدكتور سعد الدين إبراهيم وهو أحد أشهر الأكاديميين والناشطين في مصر المدافعين عن الحريات السياسية والديمقراطية والذي أصدرت محكمة مصرية حكما آخر بسجنه لمدة سبع سنوات. ويحمل الدكتور سعد الدين إبراهيم جنسية مزدوجة، مصرية وأميركية. وقد وجهت له اتهامات بقبول أموال من الاتحاد الأوروبي دون إذن من الحكومة المصرية، كما اتهمته المحكمة بتشويه سمعة مصر بين الأجانب بسبب انتقاده الحكومة المصرية ونظام الرئيس مبارك على وجه الخصوص. إضافة إلى ذلك وجهت له تهمة "اختلاس" الأموال الأوروبية التي منحت له، وهي تهمة أ ولم يكن الحكم بحبسه ليتحول إلى قضية كبيرة بين واشنطن والقاهرة لو لم تقرر واشنطن وقف تقديم أي مساعدات إضافية لمصر هذا العام احتجاجا على حبس سعد الدين، إذ اعتبر البيت الأبيض أنه عوقب بسبب نشاطاته في مجال حقوق الإنسان.
والواقع أن إدارة بوش لم تبد اهتماما كبيرا في مسألة الدمقرطة والإصلاح في منطقة الشرق الأوسط باستثناء مسألة فلسطين حيث يسعى بوش لإزاحة عرفات، وكذلك في العراق حيث يريد بوش التخلص من الرئيس صدام حسين. وبما أنني من المطالبين الدائمين بالديمقراطية في الشرق الأوسط، فإنني أثمن دعم البيت الأبيض لقضية سعد الدين إبراهيم. ويبدو الأمر وكأن الرئيس بوش بدأ يتحرر من سياسة المعايير المزدوجة الأميركية عندما يطالب الأصدقاء والأعداء على حد سواء بتطبيق الديمقراطية. إلا أنه قد يكون هناك عوامل أخرى تلعب دورها في هذه القضية.
يشكك كثير من المفكرين العرب بالدكتور سعد الدين إبراهيم بسبب علاقاته القوية بنظام الرئيس مبارك خلال سنوات حكمه الأولى وكذلك بسبب نشاطه في الدعوة إلى المصالحة بين تل أبيب والقاهرة وهي دعوة لا تلق ترحابا شعبيا في هذه المرحلة بالذات من انتفاضة الأقصى. كما أن لسعد الدين إبراهيم خصوما كثيرين ومعارضين مستاءون من بروزه في الدوائر الدولية ومن قدرته على الحصول على تمويل غربي لمشاريعه والتي تشمل مشاريع مهمة مثل دراسته للخلفية الاجتماعية للإسلاميين الراديكاليين في مصر قبل عدة سنوات. إلا أنني أعتقد أن مسألة حب المفكرين لسعد الدين إبراهيم أو كراهيتهم له ليست ذات قيمة، وإنما المهم هو المبدأ. فهل من المناسب أن تحاول الولايات المتحدة الدفاع عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر أم لا؟ بعض القراء سيعارضون ويتساءلون لماذا تهتم الولايات المتحدة بسعد الدين إبراهيم ولا تحتج على حبس قياديين في جماعة الإخوان المسلمين، أو على عدم الترخيص لإنشاء حزب الوسط الإسلامي المعتدل؟ أو لماذا لا تحتج على انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين؟ إنني متفق مع هؤلاء في تساؤلاتهم هذه، فينبغي على الولايات المتحدة أن تصرح حيثما كان ذلك ممكنا في صالح حقوق الإنسان والديمقراطية، إلا أن ذلك لا يعني أنه من الخطأ دعم سعد الدين إبراهيم. فهل قرر المفكرون العرب عدم دعم قضية سعد الدين إبراهيم، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، فقط لأن واشنطن تدعمه؟ وإذا صح ذلك فإن فلسفة المفكرين العرب هي المعارضة المبدئية لكل شيء تفعله واشنطن وهو موقف أعتقد أنه غير مبرر، فقضية سعد الدين إبراهيم تعني كل المصريين، وبشكل غير مباشر كل المفكرين العرب الذين تسحق أصواتهم في غالبية الدول العربية. والواقع أن هناك قضايا أخرى تحتاج إلى التركيز عليها حتى لا يكون دعم قضية سعد الدين إبراهيم عملا خاطئا، لكن هذه القضايا لا تلق نفس الاهتمام.
هناك بالطبع عوامل أخرى سببت التوتر بين واشنطن والقاهرة، فمصر غاضبة، ولها الحق في ذلك، من السياسة الأميركية في فلسطين خصوصا أن واشنطن لم تصغ لوجهات نظر الرئيس مبارك بهذا الخصوص. إضافة إلى ذلك أبدت الولايات المتحدة اهتماما بالسعودية أكبر من اهتمامها بمصر بشأن عملية السلام، عندما وافقت في البداية على مبادرة الأمير عبد الله، وهو اهتمام يبدو أنه تلاشى الآن بسبب عدم اهتمام واشنطن به. كما أن واشنطن استبعدت القاهرة من المباحثات التي عقدتها في محاولة لتحقيق مصالحة بين الخرطوم وقوات المتمردين بقيادة قرنق. إضافة إلى ذلك فإن الرئيس المصري لا يؤيد رغبة بوش في الإطاحة بالرئيس صدام حسين مستخدما القوة العسكرية. وهكذا فهناك أسباب كثيرة تسببت في التوتر بين الولايات المتحدة ومصر لكن قضية سعد الدين إبراهيم استخدمت كأداة في لعبة أكبر.
وعلى الرغم من انتقادي لسياسة بوش في الشرق الأوسط فإنني أؤيد دعوته لتحقيق العدل في قضية سعد الدين إبراهيم. وهل يجب على الولايات المتحدة التدخل في مسألة داخلية في مصر؟ بعض العرب يقولون لي إنهم لا يريدون أي تدخل من جانب أميركا في أي قضية مهما كانت. لكن آخرين يسألونني لم لا تتدخل الولايات المتحدة تأييدا لقيمها السياسية التي تدافع عنها كالديمقراطية وحقوق الإنسان. والحقيقة أنني أريد من الولايات المتحدة دعم الناشطين الديمقراطيين في كل مكان في العالم الإسلامي وليس فقط القلة الذين يحملون الجنسية الأميركية، فجنسية سعد الدين إبراهيم الأميركية ليست مهمة كأهمية مبدأ حرية التعبير والحق في العمل من أجل إنشاء منظمات غير حكومية قادرة على ترويج الديمقراطية والانتخابات النزيهة. وهكذا فإن تدخل بوش في هذه القضية يعتبر مجرد خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح لكنها تظل خطوة في الاتجاه الصحيح. إن العرب يعلمون أن أحد أكبر أسباب ضعفهم الحالي هو انعدام الديمقراطية وعدم قدرة المواطنين العرب على التعبير عن رأيهم في المسائل الهامة وفي انتقاد الأخطاء التي يرتكبها حكامهم وفي عجزهم عن تغيير هؤلاء الحكام عندما يثبتون عجزهم أو يمارسون الظلم ضد شعوبهم. إن سعد الدين إبراهيم مجرد واحد من كثيرين من الناس الذين يعملون من أجل تعزيز المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية التي ستعمل على تنفيذ الديمقراطية وتوثيق الانتهاكات التي تمارس بحق الديمقراطية. إن أوروبا تساعد في تمويل هذه المشاريع بطريقة أفضل مما تفعله أميركا لأن الناس في الشرق الأوسط ينظرون إلى هذه الأخيرة بعين الريبة.
وهكذا فإن صمت المفكرين العرب في هذه القضية يخدم عملية إضعاف مستقبل الديمقراطية في المنطقة. هناك قضايا مهمة أخرى مثل الظلم الواقع على الفلسطينيين وأنا اتفق مع القائلين بأن الولايات المتحدة تمارس معايير مزدوجة في هذا الجانب، لكن لا ينبغي الصمت على قضية حبس سعد الدين إبراهيم لمجرد أن هناك قضايا أخرى مهمة مثل الاعتقالات التي تقوم بها الحكومات العربية بحق الناشطين الديمقراطيين. ولو لم يتحدث بوش عن هذه القضية فإن العرب قد يشعرون بحرية أكبر في دعم سعد الدين إبراهيم. (المفارقة أن بوش نفسه واجه انتقادات حادة من كثير من المحافظين والليبراليين الأميركيين الذين اتهموه بالصمت عن حبس سعد الدين إبراهيم على الرغم من دعواته من أجل الديمقراطية والإصلاح في خطاباته المتكررة. ويفسر هذا السبب الذي دفع الإدارة الأميركية إلى الحديث -ربما كارهة- عن هذه المسألة حتى لو جاء ذلك متأخرا). إن قضية سعد الدين إبراهيم ليست القضية الوحيدة وقد لا تكون الأكثر أهمية لكنها استمدت أهميتها من سمعة هذا الرجل وشهرته الدولية. ويجب على كل من يسعى إلى الديمقراطية في الشرق الأوسط أن يتحدث علانية بشأن هذه القضية وكل القضايا الأخرى. هذا هو الوقت الذي ينبغي على الناس فيه عدم البقاء صامتين وإنما عليهم أن يصدحوا بأصواتهم من أجل عملية ستؤدي تدريجيا إلى تحويل العالم العربي إلى عالم أكثر حرية وقوة. أما أنا فإنني أفضل أن تركز أميركا جهودها على مسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان وليس على الإطاحة بأعدائها.

الحملة القومية لانهاك معارض مصرى

الراية القطرية
الأربعاء6/8/2008 م، الساعة 01:11 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة
بقلم / سليم عزوز
بدت لي الدعاوي القضائية المرفوعة ضد المعارض المصري، وأستاذ علم الاجتماع، الدكتور سعد الدين إبراهيم لا تُعد ولا تُحصي، فعندما قرأت علي موقع اليوم السابع الالكتروني، وأنا خارج مصر، ان حكما قضائيا صدر بحبسه سنتين، ظننت ان الحكم صدر في البلاغ المقدم من عضو مجلس الشوري نبيل لوقا بباوي، فإذا بي اكتشف عندما انتقلت من العنوان الي المتن، ان الحكم في دعوي أخري أقامها آخرون!.
لتنشيط الذاكرة، فان لوقا المذكور، لم يكتسب عضويته في المجلس سالف الذكر عبر الانتخابات، فهو عضو معين، بقرار رئاسي، وهو الذي فاجأنا ذات صباح بلافتات حديدية محمولة علي خوازيق بشوارع القاهرة، تؤكد ان 9 ملايين مصري يؤيدون الرئيس مبارك لولاية جديدة، وقال في هذه اللافتات انه يهب بيعته للرئيس باسم هؤلاء جميعا.. فلم يحدد كنيسة او مذهبا، وبذلك تفوق علي البابا شنودة ذاته، الذي لا يمكنه ان يتحدث باسم أقباط مصر، وإنما هو ممثل لكنيسته والسلام!.
وغني عن البيان، ان هذه اللافتات الفجة، كانت قبل بداية الحملة الانتخابية، وإذ تقرر زيارة كونداليزا رايس لمصر، فقد تم رفع هذه اللافتات الفضيحة من الشوارع، ولم يدافع لوقا عن بقائها، فقد كان كل ما يعنيه أن يصل لأهل الحكم ما يفيد أنه لا يزال علي العهد، عاشقاً حتي النفس الأخير!.قبل عام بدأت الحملة القومية ضد سعد الدين إبراهيم، حيث قام عدد من رؤساء الأحزاب، متناهية الصغر، بإقامة دعاوي قضائية، تتهم الرجل في وطنيته المتحققة بحكم محكمة النقض، أعلي محكمة في البلاد.. لا يوجد من بين خصوم سعد الدين إبراهيم من يحمل حكما قضائيا يؤكد وطنيته، بيد ان الرجل يحمل حكما بهذا المعني، والحكم هو عنوان الحقيقة كما يقولون. وبعيدا عن الحكم فقد كنا نظن ان التشكيك في وطنية الناس عملية مرتبطة بعصور الاستبداد، عندما كانت الأوطان تتجسد في شخص الحاكم، وعندما يأتي الآن من يتعامل علي انه يحمل صكوك الوطنية ، يمنحها لمن يشاء، ويسحبها ممن يشاء، فنحن إزاء كهنوت جديد، ينبغي ان يتصدي له العقلاء!.
لدينا في مصر أحزاب صغيرة، وأحزاب متناهية الصغر، ليست أكثر من مقر من حجرتين، وصالة، و عفشة ميه ، ومطبخ يتحول أحيانا الي مكتب، وورق كورق الصحف مملوء بالحبر يسمي صحفا تصدر حسب التساهيل، وبعض هذه الأحزاب قامت برفع الدعاوي وتقديم بلاغات للنائب العام، ضد الدكتور سعد الدين إبراهيم، وظننت ان الأمر لا يعد إلا ان يكون إقرارا بالجميل، من قبل رؤساء هذه الأحزاب، علي المنحة المباركة، فهم حصلوا علي الرخص، التي حُجبت عن القوي الجادة في المجتمع، واعتذر عن عدم ذكر أسماء هذه الأحزاب، ذلك بأنني اخشي ان اذكر الأسماء، فتطلب مني الإدارة في الراية ، تحصيل ثمن الإعلان، باعتبار ما نشر دعاية لا يجوز ان تكون بالمجان!.
لكن عندما دخل نبيل لوقا بباوي علي الخط، أيقنت أن الأمر اكبر من ان يعدو تصرفا فرديا الدافع إليه هو إثبات الحب العذري، فهذا الاحتشاد ليس صدفة كما ظننت!.
لقد استندت الدعاوي المرفوعة والبلاغات المقدمة، علي خيانة سعد الدين إبراهيم للوطن، والدليل انه طالب الإدارة الأمريكية بربط برنامج المساعدات، بتحقيق تقدم في مجال الإصلاح السياسي!.علي أيامنا كنا نعتبر ان سياسة تلقي المساعدات في حد ذاتها هي الخيانة، فقبولها كان سببا في ربط القرار السياسي المصري بهوي الإدارة الأمريكية، وكانت المعارضة - علي أيامنا أيضا - تطالب بعدم تلقي هذه المساعدات، فتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها!.
لكن الدنيا تغيرت - يا قراء - والموازين اختلت، وصار هناك من يعتبر المساعدات حقاً، وان طلب وقف هذا الحق، او ربطه بأي رابط، إنما يعد خيانة للوطن، تستدعي الحبس، وطلب إسقاط الجنسية المصرية، وكأنها منحة من الحكومة المصرية!.
لقد صار البعض يتعامل بازدواجية في مسألة المنح والمساعدات الخارجية، فلا جناح علي الأنظمة عندما تقبل الصدقات من الخارج، ولكن قبول الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني لها جريمة تسقط الثقة والاعتبار، وتجعل من وطنية المرء أمرا نُكرا!.
وهذه معايير الحكومات، والتي يتبناها بعض الذين تتشكل منهم ظاهرة المعارضة الصوتية، وقد تم سجن سعد الدين إبراهيم من قبل ثلاث سنوات، بتهمة تلقي أموال من الخارج، والنصب علي الاتحاد الأوروبي، ونحن قلوبنا علي اموال الاتحاد الأوربي.. يا حرام، علي الرغم من انه قال انه لم ينصب عليه ولا يحزنون!.وقد كانت هناك حملة ابادة إعلامية ضد سعد، وعلي اعلي مستوي، لكنه خرج من السجن بالحكم السابق لمحكمة النقض، وواصل مسيرته في التأكيد علي الإصلاح.. وعلي طريقته، فهو لا يري بأسا، في الدعم الخارجي، لكنه يطلب ربطه بقضية الإصلاح، وليس في الأمر جريمة، مع الذين لا يرون جريمة في التلقي ومد اليد، لان هذه المساعدات مربوطة بقضايا أخري، فواشنطن ليست جمعية خيرية، توزع الصدقات علي الفقراء والمساكين وابن السبيل. ومن هنا فإن سعد الدين إبراهيم عندما يطالب بما طالب به فإنه ربط المعونة الأمريكية بأنبل قضية!.
وعن نفسي فلست معه ولا معهم، فأنا أري ان تلقي المساعدات ما هو الا شحاتة إفرنجي ، وشحاتة من شحت، يشحت، شحاتة. وشحت يعني تسول!.
ما علينا فلان سعد الدين إبراهيم واصل مسيرة نقد النظام المصري، فقد سولت لهم أنفسهم أمرا، تمثل في إنهاكه، بجرجرته الي المحاكم وجهات التحقيق، وهو أمر شاق ومرهق، ويحتاج منه ان يتعاقد مع مكتب محاماة، يخصص له قبيلة من المحامين مهمتهم تتبع هذه الدعاوي، وهو أمر يحتاج الي نفقات مالية باهظة!.
قبل ربع قرن من الزمان، كتب الكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي، مقالا في جريدة الأهرام هاجم فيه صحيفة النور الإسلامية، وكانت وقتها صحيفة وليدة لحزب الأحرار، وقال الشرقاوي إنها تصدر بتمويل إيراني، واجتمعنا في الحزب لبحث الأمر، وتفتق الذهن عن جرجرته الي عموم محاكم القطر المصري، حيث تقرر ان يقوم أمناء الحزب بالمحافظات المختلفة بإقامة دعاوي قضائية ضده، كل أمام محاكم محافظته، استنادا الي ان القانون ينص علي ان المحاكم المختصة - بحسب الاختصاص المكاني - بنظر القضايا، هي تلك التي وقعت الجرائم في نطاقها، و الأهرام توزع في مصر كلها، وبالتالي فانه يجوز رفعها أمام محاكم المحافظات المختلفة المختصة ولائيا!.لو قدر للدعاوي ان تقام، لقضي الشرقاوي ما تبقي من عمره سائحا بين محافظات مصر، ولينتهي به المطاف مجنونا ينظم المرور في شوارع القاهرة، بغض النظر عن براءته، لكن من حسن حظه انه اعتذر، في جلسة ودية بل وكشف عن المصدر الذي أمده بالمعلومات، وهذه جريمة مهنية معتبرة، لكنه معذور!
انا مع دعاوي سحب الجنسية المصرية من سعد الدين إبراهيم، شريطة ان ترفع دعاوي بسحب الجنسية ممن يحصلون علي مساعدات خارجية هي السبب في سعيه الي لي ذراع أهل الحكم بها.
إنهم هم من جعلوا رقبتنا كالسمسة.. من الخجل!
كاتب وصحفي مصريazouz1966@gmail.com

اتحاد عمال مصر الحر يرفض حبس سعد الدين ابراهيم


جريدة اليوم السابع
الأثنين، 4 أغسطس 2008 - 15:10
كتبت ماجدة سالم
ناشد اتحاد عمال مصر الحر، فى بيان له الأحد، الحكومة المصرية إسقاط حكم المحكمة الابتدائية الأخير، القاضى بحبس الدكتور سعد الدين إبراهيم سنتين، وتأمين عودته سالماً وفتح باب الحوار وضبط النفس وتوخى الحكمة فى ظروف مصر الحالية التى تقترب من انفجار الأوضاع.وتساءل الاتحاد فى بيانه، عن كيفية الحكم بالبراءة فى قضية عبارة الموت التى راح ضحيتها أكثر من ألف مواطن مصرى، علاوة على المشردين والمتضررين من اختفاء ذويهم وضياع أموالهم ومستقبلهم، وكذا لم يعاقب من أدخلوا أكياس الدم الملوث، والأغذية المسرطنة، ومن جرفوا الأموال وسرقوا المليارات وهربوا للخارج، ومن أهدروا ثروات مصر من الغاز والبترول والقطن فى اتفاقية الكويز، وأهدروا كرامة مصر بالإفراج عن الجاسوس عزام عزام، رغم حكم القضاء المصرى، بينما تتعرض إحدى الشخصيات المصرية العالمية للسجن. طالب الاتحاد، فى بيانه الذى حصل اليوم السابع على نسخة منه، بتأمين عودة سالمة للدكتور سعد الدين إبراهيم، رائد منظمات المجتمع المدنى فى مصر.وانتهز الاتحاد فرصة السماحة الحالية للنظام المصرى، حسب البيان، للمطالبة بالسماحة نفسها عند التعامل مع سعد الدين إبراهيم، بعدما وافق النظام للدكتور أيمن نور أن يكتب يومياً فى جريدة الدستور وهو فى محبسه إحقاقاً لحقه الدستورى، وبعدما أرسل الرئيس مبارك مندوباً عنه للاطمئنان على صحة النائب طلعت السادات، عند إجرائه عملية فى القلب، وأيضاً بعد السماح لأقباط المهجر بإنشاء منظمة المجتمع المدنى "إيد فى إيد من أجل مصر".وناشد الاتحاد الحكومة المصرية والقضاء المصرى العريق، إسقاط باقى القضايا المرفوعة ضد الدكتور سعد الدين إبراهيم، وتأمين عودته سالماً إلى وطنه وأهله وأسرته، خاصة لظروفه الصحية الخاصة.

تصريح الخارجية الامريكية

05 آب/أغسطس 2008
الحكومة الأميركية تستنكر الحكم بالسجن على الناشط المصري سعد الدين إبراهيم
وتطالب باحترام حرية الرأي والاستحقاق القضائي
واشنطن، 5 آب/أغسطس، 2008- أصدرت وزارة الخارجية يوم 4 آب/أغسطس، بياناً عبرت فيه عن استنكار الحكومة الأميركية الحكم بالسجن على الناشط المصري سعد الدين ابراهيم، وعن مطالبتها باحترام حرية الرأي والاستحقاق القضائي. في ما يلي نص البيان:
بداية النص
بيان أصدره غونزالو غاليغوس،
نائب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية
إدانة الدكتور سعد الدين إبراهيم
إننا نشعر بخيبة الأمل إزاء الإدانة الأخيرة في مصر للناشط دفاعا عن الديمقراطية، الدكتور سعد الدين إبراهيم. فقد أدين الدكتور إبراهيم في 2 آب/أغسطس بتهمة إلحاق الأذى بسمعة مصر عبر مقالاته في الصحف الأجنبية، وحكم عليه بالسجن مدة سنتين.
إن الدعاوى القانونية يجب ألا تستخدم لتقويض مبادىء حرية التعبير. ونحن ننادي بقوة، وفي جميع الدول، بحماية الحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك حرية الرأي والاستحقاق القضائي.
نهاية النص(تصدر نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov/ar/ )* اشترك بنشرة واشنطن العربية لتصلك يومياً على عنوان بريدك الإلكتروني، عند حوالى الساعة الخامسة بتوقيت غرينيتش. للاشتراك، إضغط على العنوان التالي، http://usinfo.state.gov/ar/Home/products/washfile/arabic_subscribe.html واتبع الارشادات.

الاخوان : سعد الدين ابراهيم لا يشوه سمعة مصر

الإخوان: سعد الدين إبراهيم لا يشوه سمعة مصر
عبد المنعم محمود
القاهرة – قالت جماعة الإخوان المسلمين إن الناشط الحقوقي الليبرالي الدكتور سعد الدين إبراهيم "لا يشوه سمعة مصر" بأحاديثه عن الإصلاح السياسي، وأدانت بشدة الحكم عليه بالسجن عامين من قبل محكمة مصرية الأسبوع الماضي.واستنكر عصام العريان -مسئول القسم السياسي بالجماعة- الحكم الصادر غيابيا على د. إبراهيم أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية.
وقال العريان في تصريح لشبكة "إسلام أون لاين.نت": إن "جماعة الإخوان ترفض محاسبة الناس على آرائهم.. هذا الحكم محاولة لإقحام القضاء في خصومة النظام مع معارضيه، حيث أصبح الحزب الوطني (الحاكم) يستخدم الحسبة السياسية"، مشيرا إلى أن القضية مرفوعة "من أناس غير ذي صفة".
"شخصنة مصر"
ورأى العريان أن تهمة تشويه سمعة مصر "ليست لها معايير قضائية يمكن المحاسبة عليها"، مضيفا أن "أعضاء الحزب الوطني يشخصنون مصر وسمعتها في شخص رئيس الدولة، أو عضوية الحزب الوطني، وهو نفس الأسلوب الذي يحاكم على أساسه إبراهيم عيسي رئيس تحرير جريدة الدستور(المصرية الخاصة)".
وينتظر عيسى نتيجة الطعن في الحكم القضائي الصادر ضده بالسجن سنة وغرامة بتهمة نشر "بيانات كاذبة" عن صحة الرئيس حسني مبارك.
واعتبر القيادي الإخواني د. العريان أن "الخاسر الحقيقي من قضية سعد الدين إبراهيم هي سمعة مصر التي شوهها أعضاء الحزب الحاكم بترصدهم لكل أصحاب الرأي في مصر، مستخدمين القضاء في غير محله".
وكان محاميان مصريان قد رفعا دعوى قضائية ضد د. إبراهيم اعترضا فيها على تصريحات له عن مصر في مؤتمر بالعاصمة القطرية الدوحة.
وجاء في لائحة الاتهام أنه اقترح علانية في المؤتمر أن تربط إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش معونتها لمصر بالإصلاح السياسي، والتقدم في ممارسات حقوق الإنسان.
وهذه الدعوى واحدة من عدة دعاوى تم رفعها ضد د. إبراهيم من ساسة وغيرهم، بعضهم مقرب من السلطة، وتقول بعض جماعات حقوق الإنسان إن هذه القضايا طريقة تروع بها الحكومة د. إبراهيم دون الزج باسمها في هذه القضايا.
وعقب صدور الحكم، تعهد د. إبراهيم بالعودة إلى مصر في حال صدور حكم نهائي بسجنه، معربا عن خيبة أمله إزاء الحكم.
"إخوان ويب"
الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين باللغة الإنجليزية "إخوان ويب" أعرب في بيان له عن تضامنه مع د. إبراهيم ضد الحكم.
وجاء في البيان أن "محاكمة سعد الدين لها دوافع سياسية، وهي محاولة من النظام المصري لكتم الأصوات المعارضة"، داعيا جميع منظمات المجتمع المدني إلى إبداء دعمها للدكتور.
وبتهم مماثلة قضى د. إبراهيم شهورا بالسجن عام 2002، ومنذ أكثر من عام يعيش في الخارج؛ خشية اعتقاله إذا عاد لمصر.
وحين كان سجينا شنت الولايات المتحدة حملة قوية لإطلاق سراحه، وتسبب الأمر في توتر العلاقات بين العاصمتين.
وتقول زوجته إنه الآن في تركيا لحضور اجتماع لمجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى بشأن الديمقراطية في الشرق الأوسط.
إبراهيم: لست متفائلا
من جانبه، أكد سعد الدين إبراهيم في محادثة هاتفية لـ"إسلام أون لاين.نت" أن شخصيات إسلامية أعلنت تضامنها معه ضد الحكم الذي وصفه بـ"الجائر".
و قال: "إن عصام العريان أبدى تضامنه معه في مكالمة هاتفية عقب صدور الحكم"، كما اتصل به منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية معلنا نفس الموقف.
ويقيم إبراهيم حاليا في العاصمة القطرية الدوحة، ويتنقل منها لحضور مؤتمرات دولية كان آخرها الأسبوع الماضي في تركيا حيث حضر مؤتمرًا عن أمن الشرق الأوسط شارك فيه عدد من السفراء المصريين المتقاعدين وأعضاء مجلس العلاقات الخارجية المصرية.
وقال إبراهيم: "إن المشاركين المصريين كتبوا بيانًا ينادون فيه السلطات المصرية أن ترفع يدها عنه؛ نظرا لوضعه المتميز في الخارج، وباعتباره شخصية ترفض العنف".
وأوضح إبراهيم أن السفير محمد شاكر رئيس مجلس العلاقات الخارجية وعده بأنه سيأخذ موافقة المجلس على هذا البيان، على أن ينشره فور عودته لمصر.
وأضاف الناشط الليبرالي أنه سبق أن تلقى وعدا من السفير رءوف سعد مساعد وزير الخارجية المصري ببيان مشابه في شهر مايو الماضي عندما حضرا معا مؤتمرا دوليا في دبي.
وأوضح إبراهيم أن مساعد وزير الخارجية أبلغه أن "السلطات المصرية تؤكد أنه غير مدان في أي قضية، ويستطيع أن يعود في أي لحظة لمصر".
واستدرك قائلا: "اتضح لي أنه نظام غادر يريد أن يغدر بي ليتحفظ علي وفقا لقانون الطوارئ على ذمة أي من القضايا المرفوعة ضدي".
وأعرب إبراهيم في حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" عن عدم تفاؤله حيال مستقبل الأوضاع في مصر، قائلا: "النظام المصري نظام جائر فقد عقله ورشده وحياءه .. نظام لا يعبأ إلا بالاستمرار في السلطة مستأثرا ومحتكرا إياها حتى يتم توريثها".
وتوقع سعد الدين إبراهيم أن "تُقبل مصر على حالة من الغليان تتمثل في تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياسة النظام".